تدوينات تونسية

والله لو خرجتم من جلودكم ما عدت أصدقكم…

الأمين البوعزيزي
في إسناد المشترك والانخراط في معاركه:
أذكر أني في السنوات الأخيرة ما قبل عام سبعطاش ديسمبر قد اخترت حضور الأنشطة السياسية التي يعقدها تحالف 18 أكتوبر وتحالف المواطنة والمساواة على تفاوت سقف الاشتباك بينهما لصالح الأول… واخترت حضور الوقفات النضالية في الاتحاد العام التونسي للشغل بسقفه البيروقراطي وسقف اللقاء النقابي المناضل… كنت مؤمنا أن وحده المشترك النضالي (مهما كان سقفه) قادر على صناعة النصر في مواجهة نظام شمولي حد الفاشية… ففي انتخابات 2009 كنت أسخر ممن يكتفون بالمقاطعة السلبية التي كانت تخدم النظام أكثر مما تؤذيه… كنت منجذبا لخيار حزب العمال الذي كان يدعو إلى المقاطعة النشيطة (المقاطعة مع حملة تنديد وتعرية للنظام). لكني ميدانيا انحزت إلى الحملة الإنتخابية التي قادها حزب التجديد (الشيوعي سابقا). 
علاش؟
الحملة الإنتخابية بالنسبة لهم تمثلت في حملات استعراضية في الشارع لكسر خوف الناس… كانت ملحمة… بضع عشرات تحاصرهم قوافل من بوليس التعليمات… ومازلت احتفظ بمراسلات بيني والمرحوم سيد أحمد إبراهيم الأمين العام لحزب التجديد أيام الحملة…
وهو ما ميز لاحقا شهر الإنتفاض الديسمبري الذي قاده منطق الكتلة التاريخية بين مناضلي مختلف الطيف الأيديولوجي المحطمة أحزابه بفعل الفاشية النوفمبرية… منطق الكتلة التاريخية الذي سد الفراغ التنظيمي للحشود المنتفضة…
للأسف بعد أربعطاش جانفي إنتصر منطق الاحتراب الأيديولوجي الذي غذاه جرذان التيارات التي لم يكن لها شرف الكفاح الديموقراطي بإسم الثورجية الكلمنجية…
… منذ عودة المنظومة النوفمبرية للامساك بمفاصل الحكم بشكل وقح بعد 2014 ؛ تجذرت النضالات الإجتماعية مضامين وحامل إجتماعي؛ إذ خيضت نضالات جذرية دفاعا عن نموذج الإقتصاد الجمني؛ وملاحم مواطنية جذرية مطالبة بفرض السيادة الوطنية على الثروات الباطنية ملح وبترول وفسفاط… المريب أن اليسار الطرف التاريخي لهذه المعارك الإجتماعية ذات الجوهري الطبقي السيادي نظر إليها بريبة وشيطنها وطعن في ذمة حاملها الإجتماعي. كونهم “روابط حماية الثورة” و”حراك المرزوقي” و”جماعة قطر لتهديد الجزائر” وغيرها من الإرهاب اللغوي… فقط لأن الحراك الإجتماعي تجاوزهم ميدانيا… وفقط لأن الحامل الإجتماعي تغذّى بشبيبة جذرية تبدو عليها بعض مظاهر التدين!!!
كما قبل 17 ديسمبر؛ لم يكن يعنيني غير إسناد أي اشتباك مواطني ذي جوهر إجتماعي سيادي… وكم كنت أحزن لانفلاق صفوف مناضلي هذه المضامين النبيلة…
وكم كنت أحزن لاغتصاب المعاني إذ ترى من يمد يده إلى عصابة السراق ويقطع الطريق لفائدتهم ويحتفظ لنفسه بألقاب التقدمية واليسارية والطعن في ذمة من يخوض نفس معارك الكبرياء الوطني والاجتماعي!!!
الزج ببعض الشبيبة الكفاحية هذه الأيام في بعض المناوشات في حين ينام قادتهم في أحضان عصابة السراق؛ هو جبن وخسة واستعادة مستحيلة لعذرية سياسية مفترعة!!!
النضال الإجتماعي ليس عملا نخبويا مسقطا ومنتقى أيديولوجيا… النضال الإجتماعي هو تلك الهبات المواطنية الأفقية الجذرية شكلا ومضامين… إذ عوض الطعن فيها وفي ذمة مناضليها يتوجب إسنادها وتجذيرها !!!
#فاش_تستناو_باش_تفيقوا_من_الأوهام يا مقاولي المقاول!!!
والله لو خرجتم من جلودكم ما عدت أصدقكم…
——————- أكتب هذا وكلي حزن… ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾. 

الأمين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock