تدوينات تونسية

زيارة أردوغان لتونس عرّت زيف النّخب

أنيس عشي

كالعادة النخبة الحداثية وإعلام المجاري خارج السياق التاريخي والموضوعي من زيارة الدولة التي يؤديها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس. للحظة من الزمن تشعر وكأنك تجاه إعلام حرب: تخوين، شتم، اتهام وغيره من مصطلحات نابية لا تجدها إلا لدى الحدثوت من نخبنا كلما تعلق الأمر بكل من له صلة من قريب أو من بعيد بما يسمي تيار الإسلام السياسي.

بعد فشل انقلاب 2016 الذي هلّل له لاعقي الحذاء العسكري في مصر والثقفوت الاستئصالي ومدعي الحداثة في تونس، تركيا تنتقل من دول العالم الثالث بأنظمتها الإستبدادية المهيمنة ونظمها العسكرية الشمولية إلى الدول الديمقراطية التي تحتكم لإرادة شعوبها المتحضرة. وهي تسير اليوم في طريق تطورها الطبيعي، من حيث نظامها السياسي والاجتماعي والثقافي. تركيا كقوة اقليمية صاعدة في منطقة الشرق الأوسط لا تتصرف كجمعية خيرية بل وفق مصالح استراتيجية تستخدم في تحقيقها كل وسائل وأدوات القوة الناعمة والصلبة مما جعلها تتبوّأ منزلة إقتصادية متقدمة وتحقق نسبة نمو تتجازو نسبة 11 بالمائة وهي الأعلى بين الدول العشرين.
على أقاصِ الطبقة السياسية في تونس وأعني أقصى اليسار الرايكالي وأقصى اليمين المتطرف اللذان يلتقيان بأساليبهما في التغيير، دراسة روح الديمقراطية ومراجعة أفكارها المسبّقة، التي تربّت عليها فالزمن مختلف عن بقية الأزمان، والفكر الإنساني المعاصر ليس نفسه إبّان الحربين العالميتين وإبّان الحرب الباردة، وسبيل تقدم الأمم لم يأتي نتيجة اجترار الماضي كنظم وأدوات، إنما استلهامه كروح حضارية، ودافع للسباق، بأدوات اللحظة الراهنة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock