تدوينات تونسية

دعوة لله خالصة.. كونوا عادلين وديمقراطيين في معارككم ولا تكونوا عنصريين وحاقدين

محمد بن رجب
رجاء كفوا عن حروبكم ضد ايران وتركيا والامارات وقطر ودول الخليج قاطبة…
انقدوهم… وابرزوا اخطاءهم.. حللوا افعالهم.. بينوا لهم لماذا لا تقبلوا باخطائهم لكن لا تكونوا اعداءهم.. ولا عنصريين تجاههم ولا حاقدين عليهم ولا متنمّرين ضدهم.. ولا متعالين عليهم…
انكم تضيّعون مصالح تونس.. لاسباب لا علاقة لها بالوطن.. انما انتم تتبعون جماعة خفية تحرك المعارك في تونس ضد دول لنا معهم مصالح يمكن ان تهدر بسبب المرضى بانفسهم واصحاب مصالح كبرى مع الغرب وربما حتى مع اسرائيل بدعوى انهم تقدميون… ويدفعون بكم الى اتون الكراهية على اساس ان هذه البلدان رجعية..
وهم لا يحركون ساكنا ضد فرنسا وبريطانيا وامريكا وغيرها.. وهي دول استعمارية ولا تحب غير مصالحها.. وهذه الدول هي التي تحرك خدمها وجواريها في تونس للحرب على تلك الدول لاقتلاعهم من الاسواق التونسية.. ولغلق ابواب البلاد عليهم حتى لا يقيموا مؤسسات تجارية ومالية وتربوية واعلامية.. وغير ذلك…
لقد لاحظت الدول الغربية ان تاثير تركيا.. وايران.. وبعض دول الخليج في تونس اصبح كبيرا فلعبت بافكار الخدم والجواري… ودفعت المال.. بل فتحت الحنفيات المالية على رؤوس اصحاب المؤسسات الاعلامية… وعلى الاعلاميين ليتسيبوا على الدول العربية والاسلامية.. ذات النفوذ المالي او التجاري الكبير حاليا..
والغريب ان هذه الحروب هي فقط ضد ايران وقطر وتركيا والامارات…
نعم هذه الدول اخطات تجاهنا.. ولكن يمكن ان نعالج الامر دون حسابات عنصرية كريهة.. وتحليلات غاضبة بغيضة.
فهل عندما نتهم تركيا بانها استعمارية وتريد العودة بنا الى الامبراطورية العثمانية ننسى ان فرنسا هي ايضا دولة استعمارية وامريكا دولة امبريالية.. وبريطانيا امبراطورية استعمارية بغيضة اذا شئنا.. لم تكن بريطانيا يوما تخدم الثقافة والفكر انما هي فقط تسعى لامتصاص دماء الشعب… وهي التي تامرت دوما ضد الامة العربية ولا ننسى انها هي من كانت وراء سقوط العثمانيين في المدينة.. وهي التي ساعدت على نشاة الوهابية.. وهي التي بعثت الجاسوس الكبير «لورانس العرب» ليساعد على تقسيم الجزيرة العربية.. وهي التي ساعدت على الدولة الاسرائيلية في قلب الامة العربية مع افتكاك ارض فلسطين كلها…
ونعود الى فرنسا فمن جعل اسرائيل دولة قوية بالقنبلة النووية اليست فرنسا.. ومن شرب دماء العرب اثناء الاستعمار الذي دام بين مائة وثلاثين سنة وسبعين سنة في البلاد العربية منها الجوائر وتونس والمغرب وسوريا… فهل نواصل…
وهل نتحدث عن جرائم امريكا.. الحديث هنا يطول.. فهل هناك دولة مجرمة منذ سبعين سنة غير امريكا.. فان كل الماسي التي تتعرض لها الامة العربية والاسلامية وافريقيا كلها بسبب الامريكان.. وكل الحروب على الامة منذ 1967 كانت تقف راءها امريكا.
ولا فائدة في الحديث عن جرائم الدول الغربية الاخرى..
يكفي القول باننا اليوم عندما نركز على كرهنا للدول العربية والاسلامية التي اصبحت تتمتع بما حباها الله من ثروة (الخليج العربي) او بما حباها الله من قوة (تركيا وايران) فان المسالة ليست عادية انما فيها.. «انّ» كما نقول في لهجتنا التونسية…
هناك اجندات لتدمير الام بابنائها..
انا اعترف اني كتبت ضد السعودية وضد الامارات.. لكن بعيدا عن روح العنصرية. كنت اهدف فقط تبيان اخطائهم.. وكنت اركز بالخصوص على اخطاء السعودية فهي عوض ان تتحدى اسرائيل فهي تعمل على الارتباط بها لضرب ايران.. وتركيا… فهل هذا معقول…
كونوا ديمقراطيين وعادلين وتكلموا عن الدول العربية والاسلامية بحرية كاملة وبعلم.. وبصدق… وكونوا فاعلين معهم ومعارضين للحكم العربي المريض.. لكن ليس على الطريقة البغيضة التي تنشر هذه الايام ومنذ مدة…
كونوا متفهمين في معارككم وعاجلين.. وثائرين وغاضبين لكن بلا حقد ودون ان تتسببوا في قطع العلاقات والاضرار بالوطن.

تعليق واحد

  1. مقال غريب، ومآخذ عجيبة. لا يمكن باي حال من الاحوال ان تجد عذرا لمن يريد لك الدمار والخراب. العلاقات بين الدول يحكمها الامن القومي اولا، ثم العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية، ترتيبا. عندما تحجم الامارات عن التدخل في الشأن التونسي يكون واجبا علينا ان نظن بها ظنا حسنا. اما اقتصادنا فلا بد من ان ننهض به بانفسنا دون انتظار الهبات البترولية ودون التمسح على اعتاب هذا وذاك. المتسامحون يخسرون الحرب دائما….

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock