تدوينات تونسية

في يوم اللغة العربية: حتى لا تبقى في قلبي

كمال الشارني
أعتقد أنه في 1994، عقدت ندوة مغلقة في أحد النزل الفاخرة باسم تطوير اللغة العربية دعي إليها “الكبائرية” في الإعلام وقتها وبعض الجامعيين البؤساء، مقترحاتهم من نوع “بنعروس” بدل “بن عروس”، “بنخلدون” بدل “ابن خلدون”، وأشياء طريفة من نوع: “ما فائدة النحو والصرف اللذان يعقدان اللغة العربية”، ومقترحات خجولة جدا وقتها حول “العامية في الصحافة بدل اللغة العربية التي لم يعد الشعب يفهم ألغازها الشاقة”، قيل: “لوغة صعيبة ومعقدة ما تتناسبش مع العصر”، وقتها كان ذلك مقترحا مثيرا للسخرية أكثر مما هو قابل للتصديق، إنما اليوم نعرف أنها كانت خطة لتدمير “المحمل الثقافي”، ليسهل تدمير المحتوى.
اليوم، قنوات إذاعية وتلفزية كثيرة تفرض على صحفييها اللهجة العامية، تطبيقا تدريجيا للندوات مدفوعة الأجر التي حدثتكم عنها، أما أن يصل الأمر إلى الإعلام العمومي: عمل صحفي بلهجة عامية، فهذا صادم، أن تشتري الإعلام الخاص لتدمير اللغة والهوية، ممكن، أما أن تشتري الإعلام العمومي، مدفوع الأجر من ضرائب الفقراء، فهي مسألة أخرى.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock