تدوينات تونسية

سبع رمزيات في الذكرى السابعة وفوز ياسين العياري

الحبيب بنسيدهم
فاز ياسين العياري في الإنتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا رغم عزلته السياسية وتمرده عن قاعدة الكتل ليخوض مغامرة قد تؤول به إما الى ولوج قبة البرلمان “عزيزا” أو خسارة ترده “صاغرا” أمام خصومه السياسيين وخاصة حركة نداء تونس التي تراجعت عن ترشيح الحافظ قايد السبسي لأسباب معلومة للجميع.
فهل من رمزية لفوز ياسين العياري؟
لفوز ياسين العياري رمزية ثابتة قد تتجلى في مستويات عدة.
1. في التاريخ:
من المعلوم أن الإعلان عن النتائج الأولية والتصريح بفوز العياري كان في تاريخ الإحتفال بالذكرى السابعة للثورة التونسية: تاريخ 17 ديسمبر الذي إنطلقت فيه الشرارة الثورية الأولى من قلعة الثائرين سيدي بوزيد ذات 2010، ذكرى أرادوا تمريرها بصمت وإذلال عبر غياب كل السلط الرسمية فإذا بها تحمل خبرا ينسي الثائرين مرارة الخذلان من الساسة والسياسيين.
2. في الذكرى السابعة والسابع من نوفمبر:
هذا التاريخ الحامل “للذكرى السابعة من الثورة التونسية” ذو رمزية مزدوجة نظرا لرمزية {رقم 7} في المشهد السياسي التونسي بعد تحول {السابع من نوفمبر لسنة 1987} الذي أتى بزين العابدين بن علي الى سدة الحكم وتربع عرش تونس قبل أن يثور عليه الشعب التونسي في مثل هذا اليوم الذي فاز فيه ياسين العياري {ابن الثورة} منذ {سبع سنوات}.
3. في الشباب:
كما أن ابن الشهيد الطاهر العياري يمثل صوتا من أصوات الشباب التونسي الذي رغم خروجه ثائرا على القهر والاستبداد ومناديا “شغل حرية كرامة وطنية” و”خبز وماء وبن علي لا” و”التشغيل استحقاق ياعصابة السراق” الا أنه خاب ظنه في النخبة السياسية بعد الثورة التي تنكرت لمطالبه ورمت به الى بطن الحوت وغيابات “الزطلة” والإرهاب ليعيد فوز العياري الى فئة الشباب أملا ظنه قبر منذ زمان فأحياه ياسين عبر إختياره إسما ورمزا لقائمته الإنتخابية وليكون ياسين صوتا من اصوات الشباب في مجلس نواب الشعب.
4. في الثورة:
ياسين العياري إضافة لكونه شابا فهو محسوب على ما يسمى بـ”الشق الثوري” في تونس لأنه بقي مؤمنا بالثورة التونسية ومدافعا شرسا عليها ليصنف عنصرا ارهابيا من قبل البعض وفردا متمردا من قبل البعض الاخر وشابا ضالا من قبل بعض الأطراف السياسية كذلك ليضرب بكل تلك السهام عرض الحائط وينصبه الناخبون نائبا بقبة البرلمان بباردو.
5. في المعطى المعنوي:
من الرمزية كذلك أن ياسين العياري خرج من تونس ملاحقا و”صاغرا” (كما يراه البعض) من القضاء والإعلام والساسة ليعود اليها عزيزا مكرما متوجا ونائبا في البرلمان الثاني بعد الثورة التونسية.
6. في الإمكانيات:
“ولد العياري” خاض هذا الإستحقاق الإنتخابي بإمكانيات مالية ضعيفة جدا وتكاد تكون معدومة في مواجهة ماكينة رهيبة من المال والنفوذ والسلطة وقد رأى الأغلبية أن فوزه عليها من باب الإستحالة المطلقة ليكذب كل تلك الظنون وينتصر عليها في وقت انتظر فيه البعض مزيدا من التغول لبعض الأحزاب السياسية.
7. في رد الإعتبار:
طالما تألم ياسين العياري لهضم حقوق والده الشهيد الطاهر العياري الذي مثل رمزا من رموز المؤسسة العسكرية وطالما ناضل من أجل استرداد حقوق أبيه بعد الثورة وقد يكون في فوز ياسين بهذا الرهان الانتخابي خير تكريم للمرحوم في قبره ليحفظ اسمه تحت قبة البرلمان كما حفظ في أفئدة الأحرار والشرفاء.
فهل سيكون ياسين العياري عند حسن ظن من انتخبه وراهن عليه أم أن {عدوى الرداءة البرلمانية} ستنتقل اليه؟
#بنسيدهم

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock