تدوينات تونسية

ثلاث رسائل من انتخابات ألمانيا الجزئية

زهير إسماعيل
الرسالة الأولى: جدوى التمثيل
نسبة المشاركة الضعيفة وهي أقرب إلى المقاطعة، ورسالتها أنّٰ “التمثيل” استنفذ أغراضه، ولا مناص من البحث عن بديل هو “التشارك”. وينسجم هذا المنحى مع تراجع “الديمقراطيّة التمثيلية” في العالم أمام “الديمقراطيٰة التشاركيّة”.
وفِي بلادنا، يبدو أنّٰ عمليّة إنقاذ الديمقراطيّة (منظومةً وممارسةً) لن تتوقّف عند فوز المحسوبين على الجديد في الانتخابات، وإنّما في الخروج من “الديمقراطيّة التمثيليّة” إلى “الديمقراطيًّة التشاركيّة”. وتمثّل هذه المهمّة “الخط السياسي” الفعلي للقوى الجديدة أحزابا ومنظمات.
الرسالة الثانية: السياسة أكبر من الأحزاب
انحسار دور الأحزاب، وفوز مستقلّ بالمقعد، والمقاطعة الواسعة: ثلاثة مؤشرات في غاية الأهميّة، لا نراها موقفا من السياسة في حدّ ذاتها وإنّما هي موقف من الأحزاب ولا سيما من أدائها السياسي. وهو ما يعني أنّٰ “السياسي” يبحث له بكلّ جديّة عن مجال آخر خارج الانتظام التقليدي المتمثّل في الأحزاب، فلم تعد الأحزاب الإطار الوحيد والقوّة الأنجع لتحقيق التغيير المطلوب فضلا عن كون عدد مهمّ منها كان/أصبح جزءا من بنية الفساد ومن عوامل انتشاره.
لكن هذا لن يلغي الحاجة إلى الأحزاب ودورها في بناء السياسة وتواصل الديمقراطيّة، بقدر ما ينبّه إلى أُطر جديدة قادرة على استيعاب “الشبيبة” ومشاركتها الفعالة في صنع المستقبل.
الرسالة الثالثة: توسيع تجربة أمل
هي فكرة انبثقت، قبل انتخابات ألمانيا، ونتيجة لقراءة في المشهد السياسي والساحة الحزبيّة والبرلمانيّة، ولتشاور بين عدد من النشطاء والجامعيين والكوادر والخبراء المستقلّين، وأساسها الاشتغال على كتلة نيابيّة نوعية متعددة الاختصاص في الانتخابات البرلمانية القادمة (2019)، تكون بالعمل على مرشّح في كلّ ولاية على الأقل.
تشتغل الكتلة وفق خطّة مضبوطة وعلى أهداف محدّدة داخل البرلمان، وتكون التجربة وروافدها محتوى قد يستدعي شكله التنظيمي المناسب، إن دعت الحاجة إلى هذا الشكل. وقد كان الصديق نور الدين العلوي أشار إلى جانب من الفكرة في تدوينته الأخيرة. ومن المهمّ توسيع الفكرة وإثرائها وإنضاجها.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock