تدوينات تونسية

إنتهاكات في ذكرى صدور الميثاق ؟

صالح التيزاوي
في ذكرى الميثاق العالمي لحقوق الإنسان
تمرّ هذا العام الذّكرى التّاسعة والسّتّون على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنّته الأمم المتّحدة وصادقت عليه الجمعيّة العامّة وامتنعت عن التّصويت ثماني دول، هي الدّول التي تدور في فلك الشّيوعيّة بقيادة الإتّحاد السّوفياتي. كيف يبدو اليوم واقع حقوق الإنسان بعد مضيّ ما يقارب السّبعين عاما على صدور الميثاق؟
تأتي هذه الذّكرى والعالم يشهد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان على أوسع نطاق، كما لم يحدث من قبل، وتأتي هذه الإنتهاكات من جهات ودول عديدة كانت قد وقّعت على الميثاق. وتتركّز هذه الإنتهاكات في بلاد العرب والمسلمين.
أوّل هذه الإنتهاكات تأتي من الولايات المتّحدة الأمريكيّة التي وقّع رئيسها على الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصّهيوني المحتلّ في تحدّ صارخ لمشاعر المسلمين وللقانون الدّولي، وللحقوق التّاريخيّة للشّعب الفلسطيني.
ثاني هذه الإنتهاكات تأتي من “دويلة” صغيرة لا تملك من مقوّمات الحضارة سوى المال. إنّها دويلة الإمارات العربيّة التي لم يكن يعرف عنها قبل اندلاع ثورات الرّبيع العربي دور يذكر إقليميّا ودوليّا. ومع اندلاع ثورات الرّبيع العربي، يبدو أنّها أخذت تفويضا من قوى الإستكبار ومن الصّهيونيّة العالميّة لتخريب الرّبيع العربي من خلال الدّعم المالي غير المحدود لأذيالها في تونس، وفي مصر، وفي ليبيا. أمّا في اليمن فأصبح لهذه الدّويلة سجونا سرّيةّ تمارس فيها أبشع انواع التّعذيب بحقّ اليمنيين، هذا إلى جانب القتل اليومي من خلال التّدخّل العسكري المباشر في إطار ما يسمّى بالتّحالف العربي لدعم الشّرعيّة.
ثالث هذه الإنتهاكات تأتي من الإحتلال الرّوسي والإيراني لسوريا، حيث ترتكب الدّولتان يوميّا أبشع جرائم القتل وأفظع المجازر بحقّ الشّعب العربي السّوري تحت أنظار طرطور الشّام.
رابع هذه الإنتهاكات تأتي من المليشيات الشّيعيّة التي تقتل خارج القانون في العراق وفي سوريا وفي اليمن تنفيذا لإرادة ولاية السّفيه.
خامس هذه الإنتهاكات تأتي من بورما حيث تتعرّض الأقلّيّة المسلمة “الرّوهينغيا” إلى حملة إبادة جماعيّة وتهجير قسري من طرف المتطرّفين البوذيين الذين فرضوا على الأقلّيّة المسلمة العيش في “معتقلات الموت” ومن نجا منها فإنّه يعيش محروما من كلّ حقوقه المدنيّة والسّاسيّة. يحدث هذا للأقلّيّة المسلمة وسط صمت دوليّ مريب.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock