تدوينات تونسية

هناك مشكل للإمارات مع تونس الجديدة

نور الدين الختروشي
تونس قبل الثورة وبعدها ليست لها مشكلة لا مع الامارات ولا مع بقية الدول العربية، وسياستها الخارجية كانت دائما متوازنة في التعامل مع محيطها العربي رغم انها أمتحنت بليبيا “جنون القذافي” فانها عرفت كيف تدير علاقتها مع مزاجياته وطموحه التوسعي المراهق. بعض الأنظمة العربية التي “تتطيّر” في الأدنى وتخاف في الأقصى من التجربة التونسية الجديدة، غير مرتاحة للمسار الجديد لانه يفتح على افق تاريخي عربي مشترك وهو تحديدا الأفق الديمقراطي. 
هذا الخوف من تحول التجربة التونسية الى نموذج عربي ديمقراطي ملهم هو ما يزعج جيراننا واشقاءنا والسبيل الوحيد لرد كيد بعضهم هو تعميق المسار وطنيا والتسويق الديبلوماسي الهادئ والمسؤول لتونس الجديدة التي وان كانت حريصة على شركائها التقليديين فلا شيء سيمنعها مستقبلا من البحث عن شركاء جدد وهذا المعنى يجب ان يكون واضحا ومن دون لبس فتونس الجديدة لا تبحث عن تغيير مظلة حماية جديدة خارجيا بل تبحث عن علاقات متوازنة تحفظ المصالح المشتركة في اطار سيادة قرارنا الوطني واستقلاليته.
لم نفكر ولم نعمل على تصدير ثورتنا ولكن لن نقبل باستيراد الاستبداد مهما كلفنا ذلك.
نعم هناك مشكل للامارات مع تونس الجديدة وليس لنا مشكلا معهم..
في مثل هذه الحالة المطلوب من ديبلوماسيتنا الرسمية والشعبية ان تكثف قنوات التواصل مع الامارتيين، ليس لأننا نخافهم ونخشى بعض المرتزقة من عملائهم المكشوفين، ولكن لأن أمننا القومي ومصالحنا الاستراتيجية بحكم حجمنا وموقعنا مما يسمى من النظام الاقليمي العربي يفرض علينا في هذه المرحلة البينية الهائجة ان نحافظ على خط “صفر مشاكل مع الخارج”..
هذا كله وغيره لا يتناقض مع تأكيدنا ان تونس الديمقراطية قوية وأقوى مما يتصور من يتآمر اليوم على وحدتها الوطنية واستقرارها.. وليسمعها الامارتيون وغيرهم نمد أيادينا دائما للتعاون بدافع اخوة الدين والعرق والذاكرة.. ولكننا مستعدون وفي كامل جاهزيتنا النفسية والمادية والسياسية والتاريخية لقطع الاصابع الخبيثة… فتونس اليوم قوية ولم تكن في تاريخها السياسي الحديث بأقوى مما هي عليه الان… لا نخافكم ولا نخشاكم وحريصون على اخوتكم ولكن “سنعبث” بكم وبغيركم اذا ما رأينا منكم شرا على أمننا واستقرارنا ومصالحنا…
تحدثوا الى آل زايد بهذه المعاني ولا تلتفتوا لأذنابهم في الداخل..،
مرتزقة آل نهيان امعنوا في احتقارهم الى يوم الحقيقة.. ستحاسبهم تونس الجديدة… وفي انتظار يوم “كشف الحساب”.. اعدوا لهم مضاجعهم في مزابلنا…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock