تدوينات تونسية

الرئاسة لا تكذب كذبة مستشارها !!

عبد اللّطيف درباله
إستدعاء السبسي للسفير الأمريكي بتونس واستقباله لتبليغه الاحتجاج الرسمي لبلادنا على قرار رئيسه إعلان القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها.. هو مثل إنجازات حكومة نداء تونس بالضبط.. تسمع عنها كلاما ولا تراها حقيقة..!!!
فالواقع أنّ تداول الخبر أمس عبر عدّة وسائل إعلام يفترض أنّها كبرى.. هو مجرّد نشر وتسويق لكذبة كبرى لا أساس لها من الصحّة..
والمشكل أنّ مصدر الكذبة هو تصريح كاذب لمستشار رئيس الجمهورية نفسه.. وليست مجرّد إشاعة مسرّبة من مصدر مجهول مثلا..!!
ولا غرابة في ذلك.. فالمستشار معروف بالكذب والتلفيق وترويج الأخبار الزائفة منذ عهد بن علي وحتّى اليوم.. وهو يملك أكبر صحيفة إلكترونيّة لنشر الأخبار الكاذبة.. ومتورّط في قضيّة تحقيقيّة عن تلفيق مقصود لفيديو كاذب.. لولا أنّ القضاء جمّد الإجراءات في الموضوع..!!
كما أنه لا غرابة من اعتماد رئاسة الجمهوريّة على تلك الكذبة التبييضيّة الجميلة التي تعجبها.. وعدم المسارعة بتكذيبها ونفيها رسميا فورا رغم الإعلان عنها في إذاعات ومواقع إخبارية معروفة ومنتشرة.. غالطت الناس.. ممّا يدلّ على أنّ الكذبة إمّا أنّها مقصودة سلفا وعمدا.. أو أنّها وبعد “تطوّع” مستشار رئيس الجمهوريّة بنشرها تلقائيّا.. وجدت هوًى لاحقا من الرئيس وحاشيته.. لكونها تنسب له بطولة وهميّة (وإن كانت حتّى في حالة حدوثها تعدّ مجرّد إجراء ديبلوماسي عادي لا بطولة فيه بالنظر للحدث).. وهو ما أعجبه وأرضاه..
والحقيقة أنّه لا غرابة في اعتماد رئاسة الجمهورية على كذبة وقحة وفاقعة ومفضوحة لتزيين وتبييض السبسي..
فالباجي نفسه هو وريث منظومتي بورقيبة وبن علي التي قامت سياستها أصلا على تسويق الكذب والتزوير والتلفيق والأوهام منذ سنة 1956..
والباجي وصل للحكم بمجموعة أكاذيب متعمّدة وممنهجة ومنظّمة..!!!
والباجي ومنظومته يشعران بأنّه لا يمكنهما الاستمرار في السلطة والحكم.. إلاّ بمواصلة الكذب على الشعب التونسي صباحا مساء.. وقبل الصباح وبعد المساء.. ويوم الأحد..!!!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock