تدوينات تونسية

عن القدس والدجاجة العربي

الطيب الجوادي
البارح كدت أنام جائعا بسبب القدس وتضيع علي “دجاجة عربي” تعمل ستة وستين كيف جاءت بها جارتنا من الكاف وجهزت بها المدام شكشوكة حارة الأنفاس مع الخبز العربي وزيت الزيتون البكر!
إذ بمجرد ان وضعت شذا طبق الأكل على الطاولة ظهر خبر عاجل على قناة 24 يشير ان ترامب قد قرر الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب.
قفزت من مكاني لأصب جام غضبي على ترامب ومن والاه.
في صفحتي على الفايسبوك شاتما لاعنا حزينا بائسا.
بعد مضي ربع ساعة تساءلت المدام: باش تتعشى والا ناكلو احنا.
والقدس، صرخت فيهم غاضبا، تحبوني نمشمش دجاجة عربي والقدس ضاعت؟!!
قبل ان أضيف: تعشاو انتم، أنا متضامن مع القدس.
تعشى توة، أجابتني صفاء ابنتي، ومن بعد تضامن معاها، بصراحة أنا جعانة، وما أسرع ما أعملوا أيديهم وأسنانهم في الشكشوكة المشتهاة بالدجاج العربي.
باهي باهي، خلي مالا نتعشى ومن بعد توة نزيد نتضامن معاها، قلت ذلك وانضممت اليهم على الطاولة، ورحت أمزق الجرذقة الساخنة بكل انسجام وانشكاح وأمشمش عرقوب الدجاجة العربي وكأنني عاشق يختطف قبلته الأولى، مقنعا نفسي بأنه أمامي أسبوع كامل لأندد وأتضامن وأستعرض فحولتي، في حين أن الدجاجة العربي ليست متاحة في كل وقت
وذاك ما حصل
مشمشت الدجاجة، وتضامنت مع القدس حتى الصباح.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock