تدوينات تونسية

ترامب.. أنجز طاووسٌ ما وعد…

نور الدين الغيلوفي
ليس وعد ترامب سوى خلاصة لرحلة وجعنا الطويلة التي بدأت ولن تنتهيَ في الأفق المنظور.. تحرّر الشعوب من كوابحها هو سبيلها الوحيد لنصرة القدس واستعادة فلسطين وتكذيب جميع الوعود وبيان زيفها وتهافت منتحليها.. من بلفور البريطاني حتّى ترامب الأمريكيّ.. أمّا خطاب “الفزعة” فلا يسمن ولا يغني من جوع وقد عَرَفَنَا الأعداءُ بفزعاتنا الجوفاء.. لذلك احتقرونا واستهانوا بردّات أفعالنا.. حقروا الحكّام واحتقروا الشعوب القابلة بهم.. بات العرب في عيون العالم ظواهر صوتية لا أثر لها.. عرب استنزفوا جهودهم في صناعة الفواجع حتى تركهم التاريخ ومضى إلى غاية ليسوا يعلمونها…
لن تتحرّر فلسطين حتّى ننجز، نحن الشعوب، فعل بطولة تستحقّه قبلتنا الأولى لها مهرا يليق بها.. ولن ننجز شيئا ذا بال وعتباتُ الحكّام قائمةٌ بيننا تحصي الأنفاس وتحصد الرؤوس.. لا بدّ لكلّ العتبات والعقبات أن تنكسر حتّى يشرق فجر الشعوب المقهورة.. كل من عاصر النكبة والنكسة والاتفاقيات وزار مدن التسويات الغادرة ينبغي أن يختفيَ..
كان الانقلاب العسكري على الثورة المصرية عنوان البداية لوعد ترامب.. وكان تلويث الثورة السورية تحصينا لنظام بارع في حسن مجاورة الأعداء.. إنّ نظاما، ظلّ يرقب “جولانًا” مسلوبة منذ عشرات السنين يدرّب الشعب السوري على نسيانها، لا أمل في أن ينجز حركة باتجاه القدس.. الكرسيّ أقدس لديه من القدس وإن تغنّى بالقدس وادّعى الممانعة..
عسكر في كل ناحية من نواحي الوطن العربيّ، فرّطوا في القدس وأكنافها دهرا وانشغلوا بتسوية عروشهم وتوريثها لأبنائهم.. عسكر لم تحفظ سلالتهم غير التباهي بالقوّة الغاشمة يرهبون بها الشعوب ويمنعونها الأعداء.. وما الأعداء؟ عبارة قديمة تحتاج نظرا في زمن الوعود والقيود.. ما ضرّ لو بيع الوطن لقاء دراهم معدودات…
لقد صرخ الفذّ مظفّر النوّاب منذ زمن
سنصبح نحن يهود التاريخ
ونعوي في الصحراء بلا مأوى
ولا تزال صرخته تتردّد في الأنحاء شهادة على نبوءة لم تتأخّر كثيرا ولسنا نرى مؤشرا على انتهاء العواء… عواء ذئاب بلا مأوى…

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock