تدوينات تونسية

متى كانت القدس لكم كي تبكوا اليوم ضياعها ؟

عبد اللطيف علوي
القدس لن تعيدها البكائيات ولا المراثي ولا الملاحم الهجائية ولا الفخريات والعنتريات.
أم أنكم صدقتم أغانيكم وقصائدكم؟ “القدس لنا والبيت لنا”، “القدس عروس عروبتكم”.
من أراد أن يقف على أول الطريق إلى القدس فليقطع أولا مع ثقافة البهتان والتغني بالمفقود. 
نحن أمة تحل مشاكلها بالأغاني والقصائد والخطب الحماسية.
وانضاف إليها اليوم ظاهرة التنفيس المستمر للاحتقان والقهر والهزائم على جدران الفايسبوك.
نحن نعرف أنفسنا جيدا وإن ادعينا دائما عكس ذلك.
من يهون عليه بلده لا يمكن أن يتشدق بنصرة الأقصى أو القدس.
من نصر بشار على الأطفال ونصر السيسي على الجثث المحترقة لا يمكن أن يكون لديه قدس ولا دنيا ولا دين.
كيف يكون قوميا أو أمميّا من يفشل على الدوام في أن يكون وطنيا.
عندما أطلق بلفور وعده رد عليه العرب بكلمتهم الشهيرة: “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”.
لكنه ملك بقوة الواقع، واستحقّوا بقوة السلاح، وهذا هو قانون الحركة في التاريخ.
اليوم أيضا، سيقولون كلاما كثيرا عن ترامب، وعن الصهاينة، ويسجلون أقوالا أخرى خالدة يحفظها السذج والبله والعاجزون.
لكن التاريخ سيظل يسير كالنهر يحمل في طريقه الحجارة والجثث المتفسخة والمتلاشيات البالية، لا يأبه بشيء و لا شيء يغير مجراه سوى عزائم الرجال…
وما من رجال.
#عبد_اللطيف_علوي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock