تدوينات تونسية

محمد بن عبد الله عنوان هوية

خير الدين الصوابني
محمد بن عبد الله بالنسبة لي لم يكن ابدا مجرد رسول قد تؤمن به او لا تؤمن طبقا لما استقر عليه وجدانك وما رسا عليه وعيك ولا هو رجل عظيم من بين رجال يحفظ التاريخ ذاكرتهم..
محمد بن عبد الله بالنسبة لي عنوان هوية وتحققها وجهها ووجدانها وروحها ووعيها.. به انبجست وفيه انصهرت وبه حققت وتحققت..
محمد بن عبد الله هو صلة هذه الامة بالخلود عند تساميها والآخذ بيدها اليه.. والمسري بها للسماوات والمعرج بها الى صرة الارض ومقدسها..
محمد بن عبد الله صلة هذه الامة بالله وحامل كلامه ووصاياه والمؤتمن على لسانها واحلامها وظاهر اعماقها وباطن ظواهرها.. هو الفاصل الواصل.. البادئ المتمم.. سواء آمنت به ام لم تؤمن.. اسلمت ام لم تسلم.. تألبت عليه دسائس متصيدي النقائص والافتئات والاكاذيب والاشاعات وواضعي السيرة وملفقي الحكايات او مزوقيها ومزينيها.. يبقى هذا الرجل الرسول الحالة الأكثر جاذبية وادهاشا وابهارا في التاريخ البشري.. ويبقى ما أتى به وأتاه الاكثر تأثيرا في مسارات تاريخه مذ أمسك التاريخ بكلماته ودعواته وخيله وصحبه وأنصاره وجموع مؤمنيه يصوغه ويفعل فيه ومهما بدا انه ينفلت من بين اصابعه اذ ترتخي عضلات وتخفت حماسة وتخبو جذوة ايمان ويتسيد المزيفون والمتآمرون فإنه باق منذر بعودة أشد مضاء واصلب عزما واكثر اغواء واشد فتنة..
بعيدا عن منطق الايمان والكفر ومنطق النقل والعقل وسطحية بعض التحليلات ودروشة السلفية وخور العلمانجية.. يبقى محمد بن عبد الله حاضرا فينا.. داعيا مبشرا فاتحا فاعلا.. ثائرا مقاتلا.. به نعرف الله ومعه نعرف انفسنا ومن خلاله نمسك بالسماء ونبسط انبل ما فينا على وجه الارض.. وبرغم كل ذاك الزيف باسمه والتزييف لرسمه.. اظل مفتونا بهذا الرجل.. ارتجف لتمثل شخصه.. متهجدا في سري مخاطبا مناجيا.. هذه امتك يا رسول الله ما عرفت عنك الا ما أريد به أن يساء به اليه ويبعدها عنك وهم التأسي بك.. هذه امتك.. عساها تكابد السير صعودا اليك هناك في مستقبل انساني يزهر بقيم العدل والحرية والمساواة والفرح والبهجة.. ايها الرسول العربي الكريم.. في ذكرى مولدك العظيم.. انت هذا المستقبل الذي نطمح اليه بكل عظمته ونبله.. لذا فلتصاحبنا بركاتك ودعواتك ولتظلل سيرنا ارواح شهدائنا في هذا السبيل الوعر.. وليبارك الله هذا الالم المحبب الم النضال من اجل وطن حر وشعب كريم وانسانية اسعد..
مولد مبارك لكم جميعا..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock