تدوينات تونسية

هل عمكم الجوادي أخطأ التصرف ؟

الطيب الجوادي
أعرف أنكم منشغلون بقضايا هامّة ودقيقة، وانكم تتابعون ما يحصل هنا وهناك بكل حرص وتفان، ولكنكم أصدقائي، يجب ان تقفوا معي ظالما او مظلوما، فما حصل معي اليوم لا يقل خطرا وأهميّة عمّا يحصل في السعودية الشقيقة او تركيا الصديقة، وربما أهم من سبحة الباجي، وداعشية مجلس النواب!
والحكاية انني والمدام تخلصنا اليوم صباحا من الاولاد، وارسلنا بكل واحد منهم باتجاه وخلا لنا البيت، وقررنا انا وفطومة ان “ندلل” بعضنا بغداء معتبر، مذكّرين بعضنا “انّ الدنيا فيها الموت”، و”طول النهار نكلتو” ومن حقنا ان ننفق المال على رغباتنا التي ظللنا نؤجلها باستمرار.
– “اشنوة تقترح حبيبي” تساءلت المدام [حبيبي جبتها من راسي].
– توة انا نخرج بالكرهبة ونتصرف، أجبتها، نحب نعملو جو في دارنا .
– باهي، اجابتني في خفر، ما تبطاش، هاني نستنى.
وخرجت بالسيارة رأسا لجزار الحومة واخترت دوارة معتبرة لا ينقصها شيء، ثم عرجت على الخضار حيث اقتنيت مستلزمات الكسكسي من خرشف ولفت وجزر وغير ذلك، وختمتها بلتري لبن تسبح فيها قطع كبيرة من الزبدة من عند عم علي اللبان، ومائتي غرام قلوب بيضاء من عند تاجر الفواكه الجافة، وعدت الى المنزل كما يعود قائد منتصر من معركة فاصلة، وانا امني النفس بحضن دافئ وعبارات رومانتيكية من المدام، وبمجرد وصولي وجدتها في الانتظار فطلبت منها ان تفتح الصندوق الخلفي للسيارة و”ادّخل القضية” ودخلت الصالة في انتظار قدومها، ولكنها تأخرت فبحثت عنها لأجدها قد دخلت المنزل من المطبخ وأغلقت عليها غرفة النوم،
طلبت منها أن تفتح الباب فصرخت:
– هذي الرومانسية متاعك، جايبلي دوارة؟ تحبني نغطس في المصارن والوسخ؟
وأسقط في يديّ!
وضاعت الفرصة
أسألكم: هل مشهد الزوجة وهي تنظف الدوارة، في جبّة قديمة، و”عرقها شرتلّة، وهي تشتم وتلعن الزوج والزواج، مشهد غير رومانسي؟ أنيروني بربّكم.
مع العلم ان هنية كانت تعتبر “الراجل اللي يشري الدوارة، سيد الرجال” فما الذي حصل؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock