تدوينات تونسية

“الكذب أولا” شعار يتسرب إلى لجنة شبكات التسفير في البرلمان التونسي

إسماعيل بوسروال
1. الكذب أولا… شعار فضائيات عربية
ذكرت ابحاث صحفية استقصائية جادة ان عديد الفضائيات العربية (مع استثناء بعضها مثل قناة الجزيرة ذات الصدى العالمي) تستدعي ضيوفا لتحليل الاحداث الجارية في الاقليم وتنسب اليهم ألقابا وصفاتا هم لا يحملونها والهدف من ذلك تلقينهم بضع كلمات يقولونها قصد ترويج وجهة نظر اللوبي السياسي الذي يستخدم تلك الوسيلة الاعلامية… فقد ذكر باحثون في هذا الشأن انه تم استضافة (ميكانيكي في ورشة في دير الزور بسوريا) على اساس أنه “خبير استراتيجي”… كما تمت الاستعانة بـ (مقاتل من الحشد الشعبي) على اساس انه “خبير عسكري”… كما تم التلاعب بالمشاهدين لتقديم روايات كاذبة لاحداث تجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر وتونس وجيء بأشخاص لاصفة لهم -غالبا- لتقديم ما يرغب الخط التحريري لتلك الفضائيات في تسويقه.
2. تونس تحت وطأة موجة الكذابين
اذا علمنا ان هذه الفضائيات العربية الكذابة تستعين بخبرات اعلامية “تونسية” تدربت وتمرست في الاعلام النوفمبري وكانت اذرعه الدعائية فلا عجب ان تحفل الارض التونسية “المعطاءة” بجحافل الاعلاميين والخبراء الاستراتجيين والمحلليبن السياسيين “المزيفين” والكذابين فنراهم يروجون الكذب صباحا مساء ويوم الاحد… ولا رقيب… فالثورة ضمنت لهم حرية التعبير ولكن الشعب التونسي متفطن اليهم.
3. أخطاء لا تغتفر في البرلمان
إن التونسي الاصيل يحرص على سلامة بلاده فأمنه من أمنها، وهو يهتم باي خرق لسيادتها واي تهديد لمجتمعها.
كنا ننتظر ان تقوم لجنة التحقيق البرلمانية بدعوة مراكز البحث العلمي الموثوقة ومكاتب الدراسات الإستراتيجية ذات المصداقية وان تستعين بمسؤولين سابقين (في الامن والدفاع والخارجية أساسا) لهم خبرة ودراية وسمعة لا يرقى اليها الشك لتتبين كيفية تجنيد الشباب التونسي وارساله الى جبهات القتال في بؤر التوتر.
مع التذكير ان سنة 2003 بعد احتلال العراق كان التونسيون اكثر المقاتلين دموية ونفذوا اغلب العمليات الانتحارية ومنها تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء الذي أشعل (الفتنة الطائفية السنية-الشيعية) وكان ذلك في العهد النوفمبري!.
ان لجنة التحقيق البرلمانية قمت بدعوة شخص سبق ان تمت محاكمته بتهمة نشر اخبار زائفة هو ضعف فادح في “تصور” مسار الوصول الى الحقيقة وحياد عن الموضوعية واستخدام “الاكاذيب” لتضليل الراي العام.
ولكن ثورة الحرية والكرامة التي انطلقت في تونس بصفة تلقائية في 17 ديسمبر 2010 في سيدي بوزيد والتي تم تتويجها يوم 14 جانفي بسقوط راس النظام سمحت للتونسيين ان يعبروا وبفضحوا الاعيب لوبيات الاعلام الفاسد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock