تدوينات تونسية

الحكاية تستحق تمزيق الشعر

كمال الشارني
الدروس الخصوصية هي دليل قاطع على فشل المدرس في حصته. 
بلغني، والله أعلم أن معلمتين في مدرسة عمومية تعاركتا بسبب الدروس الخصوصية إلى حد تمزيق الشعر وتبادل العبارات المخلة بالشرف أمام التلاميذ، بعض المدرسين يقولون إن بعض زملائهم لا ينظرون أصلا إلى أجورهم الرسمية بالنظر إلى ألفي دينار وأكثر شهريا من الدروس الخصوصية، الحكاية تستحق تمزيق الشعر.
في حياة كل منا، قصة عن مدرس يقسم تلاميذه بين من يدفع له ثمن الدروس الخصوصية ومن لا يدفع، وأعرف امرأة تشتغل منظفة في مؤسسة خاصة، ثم تقضي ساعتين بعد العمل يوميا مساء في تنظيف أربعة مكاتب محامين لكي تدفع كلفة الحد الأدنى من ثمن الدروس الخصوصية: 130 دينارا شهريا ضمانا لنجاح ابنتيها، تعتقد أنهما قد رسبتا في الابتدائي لأنها لم تكن تدفع ثمن “الايتيد” للمعلمين، ولما دفعت من لحمها، نجحتا، وهي تحافظ على هذا الأمل لخوفها من أن تصبح ابنتاها مثلها: منظفة مكاتب بلا شهائد.
في الأصل، صيغت البرامج المدرسية على قدر الفهم المتوسط للتلاميذ، وجعلت حصص الدروس الإضافية التي كانت تسمى دروس تدارك وكانت مجانية من المدرسة لتعويض الحصص التي غاب فيها المدرس أو قصر في إنجاز البرنامج ثم تحولت إلى ابتزاز حقيقي، أحيانا أفضل من الراتب الشهري، آه لو كانوا على الأقل يدفعون الضرائب على تلك المداخيل الخرافية.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock