إستعداد قرطاج لسيناريو ما بعد الشاهد
عبد السلام الزبيدي
ملاحظة، الخبر تمّ حذفه من الموقع
نشرت إذاعة موزاييك صباح اليوم خبرا مفاده أنّ مجلس الأمن القومي قرّر مسك ملف معركة أو حرب مقاومة الفساد وبالتالي سحبها من قصبة الشاهد.
مضمون الخبر لم يرد في بلاغ رئاسة الجمهورية وبالتالي فإنّه يغدو من زاوية المصدر ضمن نمط التسريبات، وهذه تقنية متداولة عالميا، ليس هذا مجال تفصيل القول فيها.
ما يهمّنا هو دلالات مثل هذا “الخبر” أو “التسريب” التي سأستعرض بعضا منها دون تحليل.
أوّلاً : التسريب لمؤسسة ذات انتشار وَاسِع يعني وجود إرادة للإرتقاء بـ “الخبر” إلى مستوى ضبط أجندا الحوار السياسي في تونس.
ثانيا: إمكانية تفصّي جهة التسريب من المسؤولية في صورة رد الفعل السلبي، وعليه يكون القصد من التسريب قياس ردّة الفعل وإمكانية تصويب السياسات أو إعادة النظر في طريقة تسويقها.
ثالثا: مثل هذا الخبر يؤكد ما يتم تداوله في كواليس السياسة وفِي المنابر الإعلامية الدولية من وجود حرب غير معلنة بين شاهد القصبة وحافظ البحيرة واستعداد باجي قرطاج لسيناريو ما بعد الشاهد.
رابعا: مجلس الأمن القومي كما كتبت ذلك مرارا وتكرارا هو في بعض وجوهه أداة رئيس الجمهورية لاستثمار نص الدستور في اتجاه تغيير النظام السياسي دون الحاجة إلى تغيير النص ذاته في هذه المرحلة.
خامسا: نخشى أن يكون ثمن مسار التوافق لإنجاح الانتقال الديمقراطي هو الانقلاب على المسار ذاته.