تدوينات تونسية

سقوط المروحيّة العسكريّة

عبد اللطيف علوي
بمناسبة سقوط طائرة المسؤولين السّعوديّين، شيء من التّاريخ… 
من رواية #أسوار_الجنّة

مع بداية جانفي انتشرت المواجهات في كلّ المدن والولايات وصارت تنذر بالوصول إلى العاصمة، واستنفد النّظام كلّ وسائله في الدّفاع والهجوم، وتحوّلت المظاهرات إلى ما يشبه حرب الاستنزاف، مواجهات ليليّة مستمرّة تنتهي في كلّ مرّة بحرق مراكز الأمن وانسحابه من المدينة، ومع نزول الجيش إلى الشّوارع، بدأت أشعر أنّ نهاية بن علي صارت وشيكة، لأنّه رجل معروف باعتماده الكلّي على الأمن ولم يكن يرتاح إلى الجيش، بل إنّه عمل على إضعافه بشتّى الطّرق كي لا يفكّر في الانقلاب عليه.
الجميع يتذكّرون الملابسات الغريبة لسقوط المروحيّة العسكريّة سنة 2002 وعلى متنها اثنا عشر عسكريّا من أعلى الرّتب، وعلى رأسهم رئيس أركان جيش البرّ آنذاك: عبد العزيز سكيك.
انطلقت المروحيّة من القاعدة العسكريّة في العوينة بتونس العاصمة إلى قاعدة سيدي أحمد الجوّيّة ببنزرت ثمّ توجّهت نحو ولايات باجة وسليانة والكاف للاطّلاع على عمليّات تأمين الحدود على عين المكان. وفي طريق العودة، طلبت غرفة العمليّات الأرضيّة من قائد المروحيّة النّزول في مدينة مجاز الباب لوجود خلل فنّيّ في المروحيّة، إلاّ أنّ سكيك رفض هذا الأمر في البداية، قبل أن يستجيب في النّهاية لطلب النزول. ولكنّ المروحيّة الثّانية سقطت بمجرّد إقلاعها ممّا أدّى إلى هلاك جميع من كان على متنها.
كانت المؤشّرات كلّها تدلّ على أنّها عمل استخباراتيّ مدبّر لتصفية بعض الرّؤوس النّافذة في الجيش، لكنّ أحدا لم يجرؤ على اتّهام بن علي بذلك، لأنّ كلّ الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة كانت خاضعة له بالكامل وتأتمر بأوامره.
#أسوار_الجنة الفصل السّادس عشر/ ص277

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock