تدوينات تونسية

آخر خطوة للسبسي مع بن علي..!!

عبد اللّطيف درباله
رئيس الجمهورية المفدّى الباجي قايد السبسي يعطي تعليماته لوزيره الأوّل يوسف الشاهد بالعمل على الإسراع بتمرير قانون زجر الإعتداءات على الأمنيّين..
القانون بصيغة مشروعه الحالي سيجعل الأمن فوق الدولة.. ويرجع دولة البوليس من جديد ليس بطريقة مستترة وخفيّة كما كانت في عهد بن علي.. وإنّما بطريقة علنيّة وعلى أساس “قانوني”..!!!
قبل ذلك قام الباجي بإقرار قانون العفو عن جميع المسؤولين الفاسدين في الوزارات والإدارة التونسيّة.. الذين تلاعبوا بمصالح الدولة وساعدوا على نهب أموالها قبل الثورة من طرف العائلة الحاكمة وأذيالها.. بما سميّ تمويها “قانون المصالحة الإداريّة”..!!
ومنذ وصوله لقصر الرئاسة.. تعمّد السبسي تعطيل تأسيس المجلس الأعلى للقضاء.. وحال دون تأسيس المحكمة الدستوريّة حتّى اليوم.. ليجعل القضاء غير مستقل بذاته كسلطة ثالثة كاملة.. ويمنع أيضا أيّ رقّابة على تطبيق الدستور الذي خرقه ويخرقه هو وحكومته مرارا.. ليكون الوضع الدستوري والقانوني والقضائي في تونس اليوم شبيها بما كان عليه في عهد بن علي قبل الثورة..!!
ولا يزال السبسي يحاصر بطرق مختلفة سائر الهيآت الدستوريّة.. فيعطّل تكوينها.. أو يشوّش على عملها..أو يشكّك فيها وفي قادتها.. أو يخترقها بتابعين له.. أو يحرّك ضدّها الحملات الإعلاميّة.. أو يمنع عنها التمويل العمومي عبر الحكومة التي يسيطر عليها.. وهي نفس أساليب بن علي إتّجاه الجمعيّات والمنظّمات المدنيّة التي كانت تقوم بنفس الدور ووقعت دسترة مهام بعضها بمقتضى دستور 2014.. طبعا مع اختلاف الزمن والسياق والنوعيّة والوسائل والأسلوب..!!!
وقبل هذا.. انتخب “الموتى” الباجي قايد السبسي رئيسا في انتخابات الرئاسة سنة 2014.. وبقيت الشكاوى والقضايا والطعونات والتحقيقات لدى القضاء معلّقة بلا جواب ولا نتيجة فيها حتّى اليوم رغم مرور ثلاثة سنوات..!!
والانتخابات البلديّة المبرمجة لديسمبر 2017 أجّلها رئيس الجمهورية السبسي إلى أجل غير معلوم.. لأنّ حظوظ حزبه في الفوز بها ضعيفة.. ونتيجتها غير مضمونة لصالحه..!!
وبعد وصوله للرئاسة نصّب السبسي ابنه حافظ بالقوّة على رأس حزبه الحاكم.. مذكّرا التونسيّين ببداية إدخال وفرض بن علي لأقربائه وأصهاره في المناصب العليا بالحزب الحاكم التجمّع وبمجلس النواب ونحوه في آخر عهده.. وقد أدّى ذلك إلى انقسام الحزب الحاكم نداء تونس إلى أكثر من أربعة أحزاب مشتّتة.. وخسارة ربع كتلته البرلمانيّة.. وخروج أغلب قياداته المؤسّسة..
ومنذ وصوله إلى قصر الرئاسة بقرطاج.. أعاد السبسي الكثير من مستشاري بن عليّ إلى القصر.. واستقبل بعض رجاله الآخرين مرحّبا بهم فيه..
ومن بين المعيّنين في مناصب رفيعة.. جعل الباجي أحد مخبري بن علي المكلّفين في عهده البنفسجي باختراق المعارضة واغواء واستقطاب المعارضين.. جعله مستشارا أوّلا لديه مكلّفا بالإعلام ليلعب دور عبد الوهاب عبد الله..!!
وجعل الباجي ناطقا شبه رسمي باسم النظام النوفمبري مكلّفا سابقا قبل الثورة بتلميع وتبييض وترقيع صورة بن علي وحكومته في وسائل الإعلام الأجنبيّة والعربيّة.. جعله الرجل الثاني في الحزب الحاكم مع ابنه..!!
وعيّن السبسي في حكومته الأخيرة برئاسة يوسف الشاهد أكثر من 10 وزراء وكتّاب دولة من بين وزراء ورجال بن علي.. بما يعني أنّ ربع الحكومة الحاليّة على الأقلّ هي تجمعيّة..
فبحيث.. وباختصار.. لم يبقى للباجي قايد السبسي إن عجز عن الاستمرار في الرئاسة.. أو عجز عن توريث الحكم لابنه حافظ.. إلاّ أن يستدعي زين العابدين بن علي من المنفى.. ويسلّمه البلاد والرئاسة والحكم من جديد..!!!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock