تدوينات تونسية

المنظومة القديمة تدفع البلاد نحو المجهول

إسماعيل بوسروال
احكمت المنظومة القديمة قبضتها على مفاصل الدولة واستعادت زمام الامور. كان ذلك امرا متوقعا بفعل تجنب قوانين الاقصاء.
ولكن، غابت الحكمة واستيعاب الدروس عن المنظومة القديمة العائدة من جديد باساليب تشبه الحقبة السابقة وكانها لم تستفد من ثورة الحرية والكرامة وتراهن على اعادة الشعب التونسي الى (حكم المليشيات والعصابات) في حين تتوفر العوامل المساعدة على انجاز دولة القانون يكون فيها المواطنون سواسية.
لقد تعددت مؤشرات تنذر بالشر المنتظر الذي لا نريده لبلادنا من خلال عديد المظاهر المتمثلة في :
1. اقالة والي تونس عمر منصور في بلاغ صادر عن الحكومة يوم الاحد (عطلة) وتلى الساعة 11 ليلا… ليذكرنا بما حدث سابقا في بعض البلدان الافريقية خاصة (بيان الانقلاب العسكري يصدر ليلا) وعملية الاقالة تمثل اجراء “بشعا” في وجه “الحرب على الفساد” !
2. عودة المليشيات التجمعية الى الواجهة بقطع الطريق امام الرئيس محمد المنصف المرزوقي وهو في طريقه الى اذاعة الرباط اف ام… عملية اجرامية تستهدف الحريات وجدت تبريرا من وزير (المجتمع المدني) مهدي بن غربية ومن نائبة النداء هالة بن عمران… اي ان الحزب الحاكم لا يرى مانعا من “قطع الطرق” و”تكميم الافواه” !
3. اعتراض الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة بالتنسيق مع حزب العمال لنشاط جمعية الدعوة والاصلاح في مظهر “تحالف نقابي/ سياسي” في اخراج ايديولوجي يتجاوز سلطة الدولة.
ان المرحلة الحالية تتميز برغبة واضحة من المنظومة القديمة لإعادة بسط سيطرتها على الدولة والمجتمع لاسيما وان حركة الولاة الجزئية كرست وجوه النظام البائد وخلت من اي تجديد او انفتاح.
يبقى الامل قائما في اجراء الانتخابات البلدية في موعدها المحدد للربيع القادم حتى يقطع الشعب التونسي خط الردة وخط الرجعة الى مربع الاستبداد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock