تدوينات تونسية

أنسحب من مهرجان قرطاج السينمائي

سامر عجوري
منذ حوالي الشهر، تمّت دعوتي للمشاركة بمهرجان “قرطاج” ضمن فعاليّة الأفلام القصيرة خارج المسابقة، وقمنا بالفعل أنا ومؤسّسة “بدايات” -منتجة الفيلم- بإرسال الفيلم، ظنًّا منّا بأنّ اختيار الفيلم كان بناءً على محتواه أو قيمته الفنيّة أو السرديّة ودون أي سؤال عن سياق المهرجان السياسيّ ولا عن أيّ أجندة سياسيّة، حينها قامت لجنة المهرجان بإرسال دعوة شخصيّة لي كمخرج وصانع للفيلم للمشاركة في المهرجان في تونس‪.
ومنذ عدّة أيّام، صدرت قائمة بالأفلام المشاركة في المهرجان بكل فعاليّاته، ومن ضمن الأفلام الروائيّة المشاركة فيلم “مطر حمص” لمخرج النظام السوريّ و”جوزف غوبلز” القصر الرئاسي جود سعيد، والفيلم هو عمل يستغلّ فيه بشكل سافر حطام مدينة كاملة دمّرت تحت قصف طائرات الجيش العربيّ السوريّ ونيران دباباته لتكون خلفيّات سينمائيّة، بطريقة لا يمكن وصفها إلّا بأنّها تمثيل وتشنيع بجثة حمص‪.
وممّا لا يخفى عن إدارة مهرجان قرطاج واللجنة التي اختارت “مطر حمص” أنّ الفيلم، وبكلّ وضوح، هو بروباغندا مخابراتيّة أسديّة منتجة من قبل النظام السوريّ تروّج عن طريقه لفكرة المؤامرة الخارجيّة وتتهمّ جهات إسلاميّة مختلفة أو غيرها بقتل أبناء حمص وتشريدهم وتدمير بيوتهم وحرقها. بل إنّ وجود الفيلم على قائمة أفلام المهرجان هو تصريح من إدارة مهرجان قرطاج بدعمهم لرواية النظام السوريّ المجرم وعرض الفيلم في صالات المهرجان هو مشاركة حقيقيّة في ترويج تلك البروباغندا‪.
ونظراً لرفضي القاطع لسياسة المهرجان تلك، فإنّني أنسحب من قائمة المشاركين فيه والمدعوين إليه كوني رافضاً أن يتمّ إدراج عملي في سياق واحد تحت مسمّى الفن السينمائي مع عمل للنظام السوريّ من جهة، ومن جهة أخرى أعتذر عن المشاركة بمهرجان يستغلّ الفن بهدف التطبيع السياسيّ مع المسؤول المباشر عن “دمّ حمص”.

الولد والبحر
لم تبدأ الحكاية مع قصة الطفل السوري إيلان الذي قذفته الامواج على الشاطئ التركي وتلقفت صورته شاشات التلفزه في العالم، ولم تنتهي الحكاية مع هذه الصورة.
كان يا مكان.. في طفل يحب رسم البحر.
غطس ذات يوم في أعماقه البحر على أمل ان يفلت من الحرب والفقر، ولكنه علق في دوامة شاشات تلفزيونيه تشوه صورته وتجرده من حكايته.
لا لم تنتهي الحكاية، الصور لا تزال تتدفق ولا يزال العالم يتفرج…
إخراج: سامر عجوري
المدة: 6:00 د.
سنة الإنتاج: 2016
إنتاج: بدايات

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock