تدوينات تونسية

طارق رمضان.. معادل غير موضوعي

سامي براهم
ليس محض صدفة أن توجّه اتّهامات الاغتصاب للمفكّر السويسري المسلم طارق رمضان بعد أيّام قليلة من فضيحة المنتج السنمائي الامريكي الهوليودي اليهودي هارفي وينشتاين Harvey Weinstein حتّى جعل البعض يتساءل: هل طارق رمضان هو وينشتاين الإسلام؟
أكيد سيقول القضاء كلمته، لكن إلى ذلك الحين بدأت الدّعاية الصهيونيّة تنشط لخلق معادل مسلم لوينشتاين اليهودي الذي زلزلت فضيحته الاوساط الفنيّة والسياسيّة في أمريكا
لكن السرديّة واهية والحبكة ضعيفة واختيار الشخص غبيّ رغم حجم العداء تجاهه من طرف لايكار التطرّف العلماني الفرونكوفوني.
سيزيد ذلك من شعبيّته وقوّة موقعه الفكري والتوجيهي في اوساط مسلمي أروبا الذين يستشعرون الغبن الثقافي والمظلوميّة الهوويّة واضطراب الاندماج وسوء الاستيعاب.
سيستدعي مسلمو اروبا كلّ قصص الإفك والاتّهام الباطل في القرآن وسيرة النبيّ وكلّ الشخصيات الاعتباريّة في التاريخ التي ترسّخ راسمال الضحيّة، سيصبح طارق رمضان أيقونة الطّهر التي رسخت في ضمير المسلمين وثقافتهم الدينيّة، وسيردّدون الآية القرآنيّة الشّهيرة من سورة النّور المتعلّقة بالمسّ من عرض نبيّ الإسلام وزوجه أمّ المؤمنين من طرف المنافقين ويهود المدينة:
“إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ (12)”.
كلّ هذا لم تستحضره الدّعاية الصهيونيّة التي تلقفت الموضوع أو صنعته بشكل مرتجل دون ان تدرك أنّ طارق رمضان ليس المعادل الموضوعي لوينشتاين.

طارق رمضان استاذ متخصص في الفكر الإسلامي ومحاضر في جامعة أوكسفورد

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock