تدوينات تونسية

حان للنهضة نزع لباس الخوف

عبد القادر الونيسي
يظن البعض أن النهضة أوصلت نفسها إلى وضع بائس تنكرت فيه لماضيها المجيد مما جعلها جزء من منظومة فاسدة مهترئة وأوقعت مناضليها في حرج التبرير لسياسات قادها عقل مسكون بالخوف من عودة زمان قارح جارح ذاقت فيه الحركة ما تشيب له الولدان.
هل بدأت شرعية النهضة النضالية بالتآكل وأنها رويدا رويدا بدأت تتدثر برداء الجبن والإنصياع التام للشريك الذي بالغ في إحراجها أمام قاعدتها الشعبية وعموم أنصارها ؟
هامت النهضة على وجهها بعد “اعتصام الروز” الذي يسخر منه البعض وهو الذي مثل ضربة مؤلمة للثورة ورأس حربتها حينها النهضة خاصة في تزامنه مع الإنقلاب المصري.
النهضة اليوم مدعوة لإدراك المتغيرات الجديدة في المنطقة: السيناريو المصري أصبح نقطة قوة الحركة بعد أن كان ورقة رعب وتهديد.
تدهور الوضع المصري يوما بعد يوم وتدحرج أم الدنيا نحو الكارثة هي ورقات ضغط كبيرة تكسبها النهضة ومن ورائها الخط الثوري (إن تخلوا عن غباوتهم واستيقنوا أن عودتهم إلى ساحة الفعل لا تكون إلا مع النهضة وليس بالتحامل عليها).
الوضع الدولي والأقليمي مختلف عن زمن أرغموا فيه النهضة على شرب كأس الحنظل.
على النهضة أن تفرض الآن شروط تعاقد جديدة مع الداخل والخارج.
الفشل الذريع للسيناريو المصري على كل الأصعدة هي ورقات قوة جديدة تكسبها النهضة والثورة إن تم حسن إستعمالها.
النهضة مطالبة الآن وحالا بالتميز على النداء لإعادة كسب قاعدتها الشعبية وذلك على مستويين: المستوى القيمي والأخلاقي وذلك بمواقف صريحة وجرئية وطرح مبادرات تقطع مع التردد والصمت المريب فيما يتعلق بالفساد المالي والأخلاقي والتصدي لدعوات ضرب الهوية والقدح في ثوابت الإسلام الجامعة.
دعوة قواعدها إلى إحياء ما صلح به أولها من معاني التضامن الاجتماعي وخدمة الناس وقضاء حاجاتهم ومعايشة آلامهم وتبني آمالهم.
والله من ورآء القصد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock