الشروع في إجراءات الطّلاق

نضال السالمي
كان لي حوار مع صديق تونسي في فرنسا.. أخبرني عن شروعه في إجراءات الطّلاق من زوجته التونسية.. ثمّ تعمّقنا في الموضوع فشرح لي من وجهة نظره أسباب دمار العائلات في تونس بالذات ثم في فرنسا نفسها.. وكيف أن الفرنسيّين مثلنا صاروا كارهين للمرأة الفرنسية بسبب نفس الحكاية: حقوق المرأة.. حريّات المرأة.. حيث أنّ المرأة لم تعُد تفيض بالأنوثة والحنان والدّفء.. بل صارت العلاقات عموما تدور حول الصراع الرهيب على السّلطة والهيمنة والمنافع والحسابات.. بحيث إنتهى الحب والألفة والوئام.. إلخ
ثمّ آنفجرتُ ضحكا بسبب أمرين اثنين.. لقد ضحكتُ كثيرا كما لم أضحك منذ مدة :
• الأولى: حين حدّثني عن صديق فرنسي له يعلم أن زوجته تخونه.. لكن نقاشهم عند الخصام لم يعد حول الخيانة عموما بل صار الزّوج يتمنّى أن تخونهُ زوجته دوما مع نفس الرّجل.. وهي تحاول كلّ مرة إيهامهُ أنه نفس العشيق.. وهذا الزوج يحدّث صديقي التونسي عن تأكّده أنها كلّ مرة مع رجل وليس نفس العشيق.. (يعني الراجل مغلوب على أمره يتمنى على الأقلّ أن تخونه مع رجل واحد هههه.. شوف وين وصلنا في ها العالم المُنهار).
• الثانية: التي ضحكتُ فيها كثيرا حين أخذ صديقي ينقدُ بشدّة المرأة التونسية.. أنها أتعس أنثى عربية و.. و.. والحقيقة أنا أتفهّم لوعته وحزنه وأتعاطف مع معاناته الشديدة مع أمّ أبنائه وأعرف صعوبة الطلاق في فرنسا.. لكن انفجرتُ ضحكا حين قال في النهاية تقريبا وبشكل مفاجئ :
“أنتم في تونس دولة ذكور.. ليس عندكم إناث.. دولة 10 ملايين ذكر”.. فقلتُ له ضاحكا: “ولكنّ ثمة زواج وأطفال.. أكيد عندنا نساء”.
فختم الموضوع قائلا: “أنتم إذن شعب غارق في المثليّة الجنسيّة.. لأنّكم ذكور تتزوّجُ ذكورا.. صعاليك في صعاليك”..
وسقطتُ أرضا من الضّحك..
في النهاية نصحتهُ أن يبحث عن سورية أو مغربية للزواج.. أعتقد أنهنّ الأفضل عربيّا.. أنصح بهنّ كلّ من يئس من المرأة التونسية..
مآسي بطعم القهقهة… ياخي فايقين كيفي بحجم الهاوية التي ينحدرُ إليها الوجود البشري ؟؟؟