تدوينات تونسية

ماذا يعني ترشح حافظ قائد السبسي لمقعد برلماني ؟

إسماعيل بوسروال
1. ملاحظات حول القيادة السياسية لنداء تونس
فاز حزب نداء تونس بالمرتبة الاولى في تشريعيات 2014… كما فاز الباجي قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية لاحقا.
لكن لم يكن فوز النداء كافيا لتشكيل الحكومة وقيادة البلاد لانه تحصل على 86 مقعدا من 217… تليه النهضة بـ 69 مقعدا.
هذا مهم، ولكن لا يتطرق المحللون والانصار الى الانتخابات الرئاسية التي لم يضطر خلالها الباجي قائد السبسي الى خوض الدور الثاني مواجها الرئيس المباشر د. المرزوقي، كان الفوز عاديا ومتواضعا 56% ولم تتجسد صورة الزعيم المنقذ والبطل الذي يكتسح الانتخابات (النزيهة بـ 90%)… اي انه رئيس ولكنه من البدء امامه معارضة شعبية بـ  44%… وعليه ان يأخذ ذلك بعين الاعتبار.
2. كازيما الباجي قائد السبسي تواجه اطماع رموز النداء
بدا واضحا ان التدخل الخارجي في تونس على اشده لتفجير الاوضاع وراهنت بعض الجهات على انقلاب يقوده الباجي… ولما ايقنت ان الباجي لا يقبل القيام بهذا الدور الخطير اتجهت الى استعمال مساعديه وخاصة محسن مرزوق ورضا بلحاج للتآمر على الانتقال الديمقراطي في تونس.
3. خيارات النداء مؤثرة
عاش نداء تونس عدة صراعات وتصدعات وانشقاقات… لكن كمتابع للشأن السياسي العام فان اهم ما يلاحظ هو حرص مؤسس النداء على استبعاد العناصر الصدامية سواء كانت “مدفوعة الاجر” او “تنتهز الفرص” ومن هنا كانت الحاجة الى اطراف امينة فكان الالتجاء الى قيادة عاقلة ورصينة.
4. ترشح حافظ لمقعد نيابي… لماذا ؟
يجب التذكير اولا ان حافظ قائد السبسي كان على رأس قائمة دائرة انتخابية في تشريعيات 2014 ثم وقع التخلي عن الفكرة وتم تعويضه… اي ان سيناريو المقعد البرلماني كان حاضرا منذ البدء وليس وليد اليوم.
ولكن عودته الآن تؤكد ان مؤسس النداء يود الحفاظ على خطه السياسي “التوافقي” و”الوفاقي” بشكل يجعل من احد “الامناء” داخل المطبخ السياسي ويرى انه “البرلمان”… اما ما زاد على ذلك فهو قابل للتأويل ولا يمكن الجزم به… كترشيح حافظ لرئاسة البرلمان او رئاسة الجمهورية… مسائل ممكنة الحدوث ولكن ليست على نفس الدرجة… يمكن له مثلا رئاسة كتلة النداء او رئاسة البرلمان (التوافق) ولكن رئاسة الجمهورية مهمة مختلفة لها رمزيتها وطقوسها وتتطلب “تدريبات خاصة”.
5. التونسي مؤهل لكل المناصب
من حق كل تونسي الترشح لاي منصب عند توفر المؤهلات… ولكن ما اتمناه هو فوز الاجدر والاقدر والانضف… دعاة السلم والوفاق… واستبعاد الصداميين صناع الفتن.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock