تدوينات تونسية

كفانا استحمارا

محمد بن نصر
قوة الديمقراطية الإنتخابية في تصوري لا تكمن في تأمين حق الإختيار الحر لأنّها ببساطة لا توفر شروطا متكافئة للمترشحين ولا شروطا متكافئة للناخبين وإنما قوتها تكمن في الإنتقال بالإنسانية من الصراع الوحشي على السلطة والثروة إلى صراع مدني نجحت في إيجاد الآليات لإدارته بشكل سلمي وعليه فإنّي أزعم أن الأغلبية لا وجود لها إلا في أذهان أصحابها لأنّها من صنع الأقلية المالكة للرأسمال الرمزي أو المادي وقليلا ما يجتمعان معا.
كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن سد الشغور الحاصل في ألمانيا وتم التغافل عن الشغور نفسه. ما القدرات الخارقة للعادة التي يملكها النائب المستقيل لكي يلتحق حتى يلتحق بالسلك الديبلوماسي ويصنع الحدث بغيابه؟ لا شئ على الإطلاق سوى أنّه يمثل حلقة ضرورية ضمن رؤية استراتيجية كاملة تهدف إلى تبييض التوريث وجعله مستساغا خاصة وقد شنّت حملات قوية على أشكال من التناسل السلطوي. حتى يقولوا: لم نسع للتوريث ولكن الديمقراطية فتحت لنا أبواب الإستحقاق.
بغض النظر عن النتائج المتوقعة لهذه الإنتخابات الجزئية، يبقى الإنخراط في استراتيجية الباجي والإبن ضربة قاتلة للديمقراطية وصنع عن وعي لموازين قوى جديدة وليس خضوعا لموازين قوى كائنة بالفعل كما يدّعون. مواجهة استراتيجية النداء لا تكون بالإنحناء ولا بالإنسحاب ولا بتكثيف عدد المنافسين ولا بالمزايدات الثورية المشتتة للأصوات، لا تكون ممكنة الا بالإتفاق على مرشح منافس واحد وصنع أغلبية مضادة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock