تدوينات تونسية

الإقتراع بالقائمات يرسّخ عقليّة “القطيع” ..!!!

عبد اللّطيف درباله
الانتخابات التشريعيّة الطارئة والجزئيّة التي ستدور بألمانيا في ديسمبر المقبل لسدّ شغور النائب الذي عيّن كاتبا للدولة.. هي عين الانتخابات التشريعيّة كما تمنّيتها أن تكون عموما في تونس حتّى في الحالات العادية..
ففي السباق الإنتخابي على مقعد المانيا الآن هناك عديد الأشخاص بعضهم مستقلّين وبعضهم من اتّجاهات وأحزاب سياسيّة مختلفة يتنافسون جميعهم على مقعد واحد.. وهو ما يخلق منافسة سياسيّة قويّة وحماسيّة يصبح للمرشّح فيها أحيانا قيمة شخصيّة لذاته أكبر من الأحزاب التي ينتمي إليها..
فالناس قد تنتخب شخصا تعرفه وتقدّره بقطع النظر عن انتخاب قائمة كاملة فقط لأنّها تنتمي إلى حزب معيّن.. وقد لا تعرف شخوصها.. أو بالكاد تعرف اسم أو اثنين منها..!!
وكنت أتمنّى لو وقع التخلّي عن نظام الاقتراع بالقائمات في تونس أيضا حتّى في الانتخابات التشريعيّة العاديّة.. لأنّها تكرّس غلبة الأحزاب والاصطفاف بقطع النظر عن كفاءة واستحقاق الأشخاص المرشّحين منها.. وبالتالي ترسّخ عقليّة “القطيع” في العمل السياسي..!!!
عوض تقسيم الولاية إلى دائرة أو دائرتين فقط.. ويقع ترشيح قائمة من 5 أو 8 أسماء للاقتراع.. ربّما كان الأفضل تقسيم الولاية إلى دوائر عديدة أصغر.. بحيث يكون في كلّ دائرة عدّة مرشحين لمقعد واحد فقط في البرلمان..
فمثلا عوض تقسيم تونس العاصمة إلى دائرتين.. “تونس 1″ و”تونس 2”.. يمكن تقسيمها إلى 10 أو 12 دائرة صغيرة.. مثل أن تكون لوسط العاصمة دائرة وممثل في البرلمان.. وباردو أيضا دائرة بمفردها.. والسيجومي بمفردها.. واحياء الزهور وما جاورها بمفردها.. والمنازه بمفردها.. والضواحي الشمالية بمفردها.. والبحيرة والعوينة وما جاورها بمفردها.. وهكذا دواليك..
تلك الطريقة ستسمح بأن يصبح الترشّح أفضل للأشخاص الذين ينتمون بالفعل لتلك المناطق.. ويعيشون فيها.. ومعروفين من أهلها ومن ناخبيها.. ولهم إشعاع بالدائرة وبالمنطقة سواء من العمل السياسي أو المدني أو الخيري أو العلمي أو الثقافي أو غيره.. ممّا يجعل تمثيليّتهم لمناطقهم لدى السلطة التنفيذيّة ومختلف الجهات السياسيّة والجهويّة.. وفهمهم لمشاكلها ولانتظارات أهلها أفضل وأوسع بكثير.. ويضعف القبضة والسيطرة الحزبيّة السلبيّة على الانتخابات..
نظام القائمات يجعل الولاء الحزبي هو الطاغي.. ولا يهمّ من يكون بالقائمات الانتخابية طالما أنّ الناخب يقترع الحزب لا الشخص المناسب..!!
فالفرق كبير جدّا بين أن تختار شخصا بعينه.. وبين أن تختار قائمة كاملة بلون واحد بقطع النظر عن الأشخاص الذين رشّحوا فيها..
نريد أن يكون النائب في البرلمان ممثّلا فعلا للجهة التي انتخبته.. لا ممثّلا فقط لحزب.. ومجرّد رقم في كتلة ذلك الحزب..!!!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock