تدوينات عربية

عن انفصال كتالونيا والثورة السورية…

فهد شاهين
لاحظوا كيف يستجيب الإنسان لحسه القومي والوطني… الكتلان.. أبناء كتالونيا.. بقي في ذهنهم أن مدريد في فترة الحكم العسكري (1936-1976) قد قصفت مدنهم واعتقلت شبابهم وأعدمتهم… لذلك بقيت فكرة الانفصال تراودهم. عن نظام قصف مدنهم بالطائرات… هذا السلوك مشابه تماما للاستفتاء البريطاني والخروج من الاتحاد الأوروبي.. فهو سلوك اوروبي يؤمن باستجابة القدر لحاجات ابن البلد اولا وأخيرا…
فبريطانيا لم تعد قادرة أن تستحمل عشرات آلاف البولنديات والهنجاريات والرومانيات (الجميلات) اللواتي يعملن على أرضها… أما الصورة الأوضح والأفضح فهي في ألمانيا فـ 13% من الشعب الألماني أيد حزبا.. يفتخر بالنازية ويمتدح الحروب الصليبية وحركة الاستعمار الاوروبي ويرى أن آلاف من المهاجرين السوريين هو تهديد لدولته وقومه وتاريخه… هنا نشاهد ان 13% من الشعب الالماني ذهب لأقصى انواع التطرف رغم انهم لم يقع فوق رؤوسهم برميل متفجر او قصف من دبابة او مدفع.
هكذا تستشعر أوروبا الخطر من أقليات مهاجرة أوروبية أو عربية فقيرة ومسالمة وكادحة وجائعة… ولكن بالنظر للصورة على الجبهة السورية… سنجد أن اقلية (العلويين) مشبعة تاريخيا بالخيانة والتحالف مع المستعمر بل ومشبعة بأفكار الاستعمار الأوروبي في ذم وقدح التاريخ العربي والإسلامي… نرى أن هذه الأقلية التي تحالفت مع كل مستعمر بدءا من الصليبيين فالمغول فالفرنسيين.. وبعد أن سيطرت على 90% من موارد الدولة الطبيعية.. لم تكتف بذلك… بل قصفت وتقصف المدن السورية بالطائرات والصواريخ والبراميل المتفجرة…
الحقيقة… هي أن السوري الذي حمل سلاحه ضد هذه العصابة… أيا كان شكله.. أو نمطه الفكري.. هو قام بذلك استجابة حقيقية انسانية عميقة للقدر ومواجهته بل هي دفاع عن النفس لمن يريد بل لمن قرر أن يستأصلك ويقتلك سواء بصواريخ أو بتسليط قلة طائفية على رأس الحكم…
فالسوري الذي حمل سلاحه ضد عصابات الأسد هو الاشرف عربيا في الـ 500 عام الماضية ودماؤه هي من تصنع وستصنع البوصلة العربية… فالألماني الذي انتخب حزبا نازيا متطرفا لم يتعرض أطفاله للبراميل المتفجرة أو بيته لصاروخ سكود… والبريطاني الذي طالب بفصل بريطانيا بسبب المهاجرين والمهاجرات البولنديات والهنجاريات… لم ير منهن سوى الوجه الحسن. وامور اخرى محببة لنفسه.. رغم ذلك رفض العقل البريطاني الألماني اي شكل من أشكال التهديد المعنوي لهويته القومية…
فتحية كل التحية لكل سوري استجاب لنداء الرجولة والكرامة والمروءة وغرس سكينا أو غمس خنجرا في قلب وخاصرة من سرق سوريا التاريخ والبطولة… وسيبقى تحرير سوريا من حكم الأقلية الإجرامية احد بوابات الفجر العربي المنشود…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock