تدوينات تونسية

قفّة العيّاش الرّاعي الرّسمي لميزانيّة 2018

منجي باكير
بعد مصالحة -نموذجيّة- توافقيّة، تشاركيّة جمعت حولها جلّ أصوات نوّاب الشعب الأفاضل تحت قبّة البرلمان لمن سرق أقوات العباد وشفط (لَبَنات) البلاد،،، جاء دور حكومتنا العليّة لتضع أوزار الميزانيّة القادمة على عامّة الشعب وعمقه و-لتستعين- بالطبقة الوسطى المرتهنة أصلا إلى القاع و-تنجّر- ما بقي من لحمها على عظمها…
ميزانيّة 2018 التي فرضت رسومات إضافيّة وأضافت زيادات على القيمة المضافة في كثير من حاجيّات ولوازم المواطن البسيط اليوميّة، ورهنت معظم تكاليف الحياة الضروريّة لقفّة العيّاش،،، وبما أنّ الطبقة العاملة والمتوظّفة هي التي -صبعْها تحت الزّرصة- وشهريّات معاشها تمرّ حتما بالخصم الضّريبي فإنّه أسند لها مهمّة إنعاش الصّناديق الإجتماعيّة وإبعاد شبح الإفلاس عنها،،، الصّناديق الإجتماعيّة التي تذيق المواطن يوميّا الويلات كلّ ما أجبرته الضرورة لأن يقصدها والتي تخنقه بكمّ الأوراق وإحجافات الشروط لينال منها إذا صادف وحالفه الحظّ بعضا من الحقّ الذي له،،، الصّناديق الإجتماعيّة التي لا تعرف أبدا مصارفها ولا سبب إفلاساتها…
ميزانية 2018 نزلت بثقلها على المواطن العيّاش وستزيده ضيقا على ضيقه وضنكا على ضنكه، ويبقى المتهرّبون من الضّرائب من أصحاب أرقام المعاملات الخياليّة خارج هذه الدّائرة، ويبقى التهريب ينخر الإقتصاد ويضرّ بالعباد،،، وتبقى الأسئلة عن الثروات والمقدّرات والموارد والإستحقاقات تدور في فلك الفراغ،،،
فقط هو (العيّاش) حجر الواد وملاذ السّياسات ودرع الوطن بعيدا عن مزايدات وتقلّبات و -ترهدينات- جماعة (ولا عاش في تونس من خانها).

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock