تدوينات تونسية

خطاب الشتيمة إلى أين ؟؟؟

كمال الحامدي

أغلب الأماكن العامة لم يعد بالامكان ضمان التواجد بها دون الاستماع لالفاظ مخلة بالحياء ومنتهكة لقواعد الأخلاق العامة.
ويبدو أن الظاهرة تونسية بإمتياز بالرغم من ان القانون الجزائي يترتب عقوبة على المس بالأخلاق الحميدة والتجاهر بما ينافي الحياء.

ربما من غير المفيد التعويل عن الجانب القانوني الزجري للحد من هذه الظاهرة المتزايدة وإنما يجب البحث في أسبابها الإجتماعية وبيان طرق معالجتها بما يحفظ للفضاءات المشتركة بين أفراد المجتمع الحد الأدنى من الإحترام الذي يؤمن لمختلف الأفراد المفروض عليهم التواجد بها لغة تخاطب تراعي خصوصياتهم.
ظاهرة خطاب الشتيمة أصبحت مزعجة في أكثر من جانب وآثارها ليست فردية بل لها تأثير على الجانب التربوي للأفراد وخصوصاً الناشئة منهم، فما تحرص العائلة والمدرسة على بذره لدى الطفل سرعان ما يضيع تحت تأثير لغة التخاطب لدى الشارع.
الإلتفات عن معالجة هذه الظاهرة السلبية سيعمق الأزمة القيمية في المجتمع وسينمي لغة العنف وسيؤثر على صورة المجتمع بصفة عامة، لذلك فإن التنبه إلى خطورة خطاب الشتيمة والدعوة إلى التصدي له بأسلوب علمي بالإضافة إلى ترسانة القوانين الزجرية الموجودة يساهم في الحفاظ على سلامة الفضاء العام وتأمين إحترام قواعد التعايش المشترك بين مختلف الشرائح الاجتماعية.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock