تدوينات تونسية

طوفان التعازي ليس دليلا على “الأخونة”

عايدة بن كريّم
طوفان التعازي والتأبين والترحّم على روح المرشد العام للأخوان مهدي عاكف ليس مؤشّرا على “أخونة” المجتمع أو “أسلمته”.. واستهجان البعض مظاهر التعاطف والتقليل من شأن المُتفاعلين مع بشاعة واقعة “موت مواطن مصري في السجن بسبب انتماءه للإسلام السياسي” وتصنيفهم “خوانجية” ليس مؤشّرا على المدنية ولا على الإنتماء لقيم الحداثة ولا على البراءة من تهمة الإنتماء لـ “الإسلام السياسي”…
ولكن التعاطف يكشف عن مواقف ثابتة مُضادّة لحكم العسكر ومناصرة للمظلومين والمفروزين والمقهورين وتعكس تضامن آلي وغير مشروط مع سجناء الرأي مهما كانت الجغرافيا التي يقفون على قمم جبالها أو منحدرات سهولها ودون التفتيش في توجّهاتهم الفكرية والسياسية والعقائدية.
بينما الإستياء من هذا التعاطف ووسمه بـ”الأخونة” يعكس عقل إنتقائي غاضب ومُوَجْدن لا يمتلك أبجديات التمييز بين الممارسة باعتبارها فعلا مناضلا والحرية بوصفها حقّ إنساني وصاحبها باعتباره انسان من حقّه أن يختار زاوية النظر. فاختلاف زوايا النظر لا تُغير موقفنا من صوابية الممارسة أو عدمها.
من مزايا العولمة فتح آفاق للتعبير وتوسيع فضاءات الإحتجاج… الإنتقال من المحلّي إلى الإقليمي فالكوني. القضايا واحدة والعدوّ واحد والموقف بصدد التوحّد. وماكينة الفرز تشتغل دون توقّف.
يسقط يسقط حكم العسكر… شعار مركزي لا حياد عنه.
رحم الله مهدي عاكف سجين الرأي وشهيد الفكرة… صنعوا منه رمزا قوميا دون أن يشعروا.
صلاة الغائب حقّ الشهيد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock