تدوينات تونسية

يوميّات حاج تونسي (5)

إسماعيل بوسروال
موسم الحج 1438 هجري /2017 ميلادي
مغادرة منى والعودة الى مكة المكرمة… موعد مع الفوضى وسوء التخطيط
ادى أغلب الحجاج التونسيين مناسك رمي الجمرات كمتعجلين (في يومين بالاضافة الى يوم 10 ذي الحجة الذي يتم فيه رمي جمرة العقبة الكبرى…، لذا اقتصرت اقامة معضمهم على ثلاثة ايام بدل اربعة.
ما ان اكمل التونسيون الرمي صباحا حتى عاد بعضهم الى مكة مشيا على الاقدام (8 كلم) كما تسوغ اغلبهم سيارات اجرة ولم ينتظروا وصول الحافلات التي قيل لنا انها ستحضر مساء على الساعة 14… لقد كان الحجاج يرغبون في الافلات من حالة البؤس التي عايشوها في مخيم منى وسارعوا بالعودة الى فنادق مكة المكرمة حيث حياة كريمة تليق بالانسان.
بدأت الحافلات تصل بعد الموعد بساعتين… وتعقدت الاوضاع لثلاثة اسباب:
– وصلت الحافلات متنوعة الاتجاهات اي انها تحمل الحجاج الى النزل كافة مما دفع بالحجاج الى الخروج الجماعي بدل التفويج. مثلا تحل 5 حافلات كل واحدة متجهة الى نزل محدد وهذا يجعل كل الناس معنية بالبحث عن وسيلة نقل نحو فندق الاقامة… وكان الاسلم تخصيص مجموع الحافلات الجاهزة لتنقل حجاجا الى نزل معين، نزل واحد… حتى لا يخرج الناس جميعا دفعة واحدة، ورغم ان اعوان شركة الخدمات بذلوا اقصى جهودهم لتهدئة الوضع ومساعدة الحجيج فان اخطاء واضحة ادت الى تفاقم المعاناة… اخطاء تتمثل في غياب التخطيط وضعف الرؤية الاستشرافية للمشرفين.
طواف الافاضة والسعي بين الصفا والمروة
عدنا الى مكة المكرمة لاستكمال مناسك الحج في ركنين أساسيين وهما الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة… ثمة ملاحظات كثيرة حول الطواف ومن المهم تعدادها وتفصيلها عسى ان يتبصرها من يهمهم الامر فينظرون كيف يتم تحسين الظروف وسافرد له المقال الموالي وساخصص هذه التدوينة للسعي بين الصفا والمروة.
لا ملاحظات سلبية حول تنظيم وسير منسك السعي بين الصفا والمروة حيث يؤديه الحجاج في اجواء من الخشوع… مكان أوسط مخصص للعربات… وعلى الجانبين مساران للسعي 7 اشواط تتوسط المسارين حنفيات مياه زمزم.
يقوم الحجيج بهذا المنسك في اجواء ايمانية منعشة حيث يستحضرون قصة السيدة هاجر وابنها اسماعيل وكيف ظلت تبحث عن الماء لتطفىء عطش ابنها… الى ان انفجرت مياه “زمزم” التي يشرب منها الناس بعد السعي الى حد “التضلع” اي ان يبلغ الماء الضلوع.
يجري السعي بين الصفا والمروة في اكثر من طابق مما يسهل لضيوف الرحمان تأدية هذا الركن المهم من اركان الحج الاربعة.
على ان السعي يكون مسبوقا بالطواف… وساتناول الطواف برؤية شخصية متأملة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock