تدوينات تونسية

هانت عليكم نضالات الشعب

محمد بن رجب
قريبا نرى البرلمان في تونس لا يشتغل الا لتنفيذ رغبات الرئاسة… وليس فقط الرئيس.. والرئاسة ليس غير مجموعة اشخاص لهم مصالح.. ويخدمون مصالح اناس انا اسميهم المانحين.. والممولين.. وهم من يريدون المصالحة مع الرئيس طبعا.. ووحدهم متمسكون بتغيير الدستور.. واجراء تحوير عليه ليصبح النظام رئاسيا.. وتصبح البلاد كلها بين ايديهم… ولا تنسوا هناك مستشارون في الرئاسة وفي القصبة من بقايا نظام بن علي وجلهم خدموا بن علي طبعا… وهم متعودون على نظام رئاسي ديكتاتوري فاسد ومافيوزي..
فلا نستغرب ان يحملوا القصر شيئا فشيئا الى نظام مافيوزي مادام البرلمان مجرد مؤسسة تستحيب للرغبات الصادرة من هناك…
ولا تصدقوا ما جرى اليوم في البرلمان… هو تبادل ادوار.. النهضة تريد الظهور برفضها تمرير قانون المصالحة المستبطن لفساد كبير للتغطية على فساد اكبر.. لكن… لاحظوا ان نوابها يؤكدون ان هذا القانون سيمر لكن ليس الان انما بعد سد الشغور في الهيئة الوطنية للانتخابات… وهي طبعا لم تحتج على تاخير الانتخابات لان رئيس الدولة لم يوقع على بلاغ رئاسي يدعو فيه الشعب الى الانتخابات.
وطبعا ستوافق النهضة على الموعد الذي سيقدمه الرئيس بما يضمن اعادة ترتيب امور النداء الذي ثبت انه غير جاهز.. والنهضة تنتظره ليس لديها اي مشكل… المهم ان يكون الانتصار لهم.. اي النهضة والنداء مع شيئ من الفلفل الاكحل… من بعض احزاب متناسلة منهما…
بكل صراحة… انا فعلا حائر من هذا الانبطاح الكلي من النهضة للباجي.. ليس فقط قبول سياسته بل هو ذل كبير بين يديه…
الم تسمعوا بعض القيادات ماذا تقول وكيف تقدم الموضوع.
الم تروا القيادات كيف اصبحوا كمشة من المساندين المرتعبين المؤيدين والمنافقين.
ما الذي يجري؟!…
هل الى هذه الدرجة هانت عليهم نضالات الشعب التونسي منذ اليوسفية ومحاولات الانقلاب العسكري الشبابي المدفوع من قبل قادة الفلاقة العروبيين الى النضالات ضد التعاضد المفروض من فوق والذي نشر الفقر في اوساط الفقراء وزاد في ثروات الاغنياء.. والاثرياء الجدد بفضل تلاعب السياسيين الجدد الذين يتظاهرون بمساندة دولة بورقيبة للسيطرة على مفاصلها… بالاضافة الى نضالات اليساريين والاسلاميين.. والديمقراطيين والحقوقيين والعمال في ثورتهم يوم 26 جانفي 1978… وانتفاظة الخبز… وانتفاظة الحوض المنجمي… ومئات القتلى برصاص زين العابدين بن علي… و «زلالط» المليشيات… وثورة البرويطة… ها انا استعمل لفظة انصار الثورة المضادة… وما سقط فيها من شهداء بالمئات والجرحى المعاقين بالمئات… كل هؤلاء هانوا على جل الحاكمين الجدد… واصبحوا… واصبحتم معهم من انصار الفاسدين.. وتدافعون عنهم وتحضرون افراحهم… بل حتى حنة بعضهم.. وتحضرون اتراحهم… وتطلبون الرحمة لوزراء حكمت عليهم بالادانة..
ولا اضيف..
كلي اسف…
اخر لحظة
وبعد انهاء مقالي هذا صدر بيان من المكتب التنفيذي لحركة النهضة يؤكد فيه اهل هذه الحركة انهم قرروا القبول بقانون المصالحة… وهم عندي الان كمشة من ضعاف النفوس… لقد سقط القناع… وكشفوا عن وجوههم الحقيقية… وخسارة تلك المساندات الشعبية التي تمتعوا بها في السنوات الاولى من الثورة…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock