تدوينات تونسية

حكومة تدوير أصفار..

محمد ضيف الله
فقط بودي أعرف السر وراء الإصرار على تسمية ماجدولين وزيرة في الحكومة الجديدة وهو ما يعني استمرار بقائها في كل حكومات ما بعد 14 أقصد 2014. ذلك رغم أن لا خلاف بين من يعارضها ومن يؤيدها على أنها لا تمتلك كفاءة ولا خبرة ولا تكوينا ولا أي شيء يمكن أن يؤهلها لأي حقيبة وزارية. فقد أذكر بأن إعادة تسميتها هذه المرة جاءت بعد العبارات التي وجهها إليها جمهور الإفريقي باسمها وفي وجهها وبحضورها، فقط يعودني السؤال عن العلاقة بين تسميتها ومقتل سقراط أخيها، أقصد الشهيد سقراط؟
بودي أن أعرف معنى عودة حاتم بن سالم، وهل لذلك علاقة ما باليعقوبي الذي طالب كما نعرف برحيل الناجي جلول، فهل كان ذلك لتهيئة الأرضية لعودة الوزير النوفمبري؟ وأنا أبرئ اليعقوبي. أم أن تسمية الوزير القديم المتجدد جاءت نكاية أو شماتة أو تحديا لليعقوبي؟ وإن كان ذلك كذلك فهل ننتظر من اليعقوبي -أقصد المناضل الثوري- أن يطالب بإقالة حاتم بن سالم أو أن يسيّر الآلاف إلى شارع باب بنات لرفع الشعارات مطالبين بسقوط وزير بن علي؟
بودي أن أعرف ما هو سر إصرار النهضة أن تبقى في حكومة فائدتها الوحيدة منها حصول كل من زياد العذاري وعماد الحمامي على شهرية وزير. أم أن الأمر مجرد نكاية في المعارضة التي تعارض تحالف النداء مع النهضة؟ أم المهم العيش تحت جناح الذبانة كما يقول المثل الشعبي؟ أم أنها أوامر عليا يخضع لها الجميع، بما في ذلك النهضة ولا يستطيعون منها فكاكا؟ بمعنى هل تستطيع النهضة أن لا تصوت ضد الحكومة المقترحة؟
بودي أن أعرف الخبرة التي يتمتع بها سليم شاكر في ميدان الصحة؟ وهل أن معرفته بالصحة تفوق معرفته بالطاقة الذرية مثلا أم ما هي الصفة التي تؤهله للوزارة غير أنه حفيد الهادي شاكر؟ أم أن في تسميته -وقد قرب موسم الانتخابات- تقربا من صفاقس ذات الوزن الاقتصادي والديمغرافي وهو يشترك في هذا مع عدة وزراء آخرين؟ في مقابل لا وزير كالعادة من عدة ولايات أخرى، كما لو أنها عاقرات بالجملة والتفصيل فلا تملك كفاءات ولا إطارات قادرة على الوزارة؟
وأما موقفي من هذه الحكومة، فرغم أني لست متحزبا ولا منتميا لأي حزب ولا وزن لرأيي، فإن موقفي ستعبر عنه هذه المرة في البرلمان الجبهة الشعبية، ومن وقف موقفها.
لا يفوتني أن هذه الحكومة، ليست مختلفة عن حكومة الشاهد الأولى ولا حكومة الصيد. هي أيضا لن تحقق شيئا، إنها فقط حكومة تدوير أصفار. كأن ينتقل عماد الحمامي من التشغيل إلى الصناعة، ولا تشغيل ولا صناعة، وينتقل المبروك كورشيد من كاتب دولة إلى وزير. وينتقل عمر الباهي من كاتب دولة في الفلاحة إلى وزير تجارة. وينتقل رضوان عيارة من الهجرة إلى النقل. تدوير أصفار أي تدوير الفشل.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock