تحرير المرأة… هنا فشل بورقيبة حيث كان عليه أن ينجح !
إسماعيل بوسروال
1. بورقيبة محرر المرأة التونسية
يفتخر الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بانجازين هامين طلب من الذين كانوا يشرفون على بناء “ضريحه” ان ينقشونها في لافتة للتعريف بشخصه، بعد ذكر لقبه المحبذ “المجاهد الاكبر” واسمه “الحبيب بورقيبة” وهذان الانجازان هما:
1. باني دولة الاستقلال.
2. محرر المرأة.
وتظهر “بطاقة التعريف” هذه في بهو الضريح حاليا في مقبرة آل بورقيبة والشهداء في مدينة المنستير.
تبرز هذه اللافتة التي اقترحها الزعيم الراحل وانتقى بنفسه مضمونها الذي حوى ما يعتز به.
لقد ردد بورقيبة في مناسبات كثيرة انه فخور بما حققه للمراة التونسية من خلال اصدار قانون الاحوال الشخصية المعروف باسم (مجلة الاحوال الشخصية) وهي بكل تأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح لتطوير اوضاع المرأة كائنا له حقوقه الكاملة في المجتمع (زواج وما قبله / طلاق وما بعده) وهنا نجح بورقيبة في هذا الجانب وسبق الدول العربية والاسلامية في هذا السياق.
2. فشل المجاهد “الفشل الاكبر” عندما -تلاعب- بالمقومات الثقافية والحضارية للمرأة التونسية حيث اعتبر حفاظ الفتاة التونسية على (شرفها) و (عفتها) خرافة قديمة من خرافات عهود التخلف والانحطاط… سمعته يخطب ويرسل توجيهاته الى الشعب التونسي بان “حكاية البكارة” حكاية فارغة وان مجرد ان تقوم الفتاة بحركات رياضية يمكن ان تفقد عذريتها… ودعا التونسيين الى التخلص من هذا “التخلف”.
هنا فشل بورقيبة الفشل الاكبر الذي وضع انجازه التاريخي المتمثل في مجلة الاحوال الشخصية محل تساؤل: هل كانت عملا اصلاحيا ؟ ام هي بداية فتح الطريق لتدخل المرأة التونسية (عالم الرذيلة) على “اسس قانونية” ؟
لم يكن كلام الزعيم بورقيبة صحيحا علميا وبيولوجيا حيث لا تفقد الفتاة عذريتها في حصة رياضة ولا في مباريات مهما بذلت من جهد وان ما وهبها الله من “شرف” فبامكانها المحافظة عليه وهي تمشي او تجري او تقفز او تسبح… ولا ازيد على هذا لان الاطباء والمختصين يدركون ذلك جيدا.
هذا التوجه اللااخلاقي واللاقيمي للزعيم بورقيبة في رؤيته لتقدم المرأة انعكس في غض النظر عن الفساد الاخلاقي في المجتمع واعتبره من باب “الحداثة”.
جانب غائب في التجربة البورقيبية لم تجرؤ النساء البورقيبيات والنوفمبريات على نقده وتجاوزه… لذا لا نرى اليوم -على سبيل المثال لا الحصر- تكريما لنساء كادحات تحت لهيب الشمس يوفرن قوت ابنائهن محافظات على “شرف” المراة التونسية الاصيلة.