تدوينات تونسية

نائب ديمقراطي جدّا، يدعو إلى تأجيل الإنتخابات البلديّة

صالح التيزاوي
نجحت تونس بعد الثّورة في إجراء إنتخابات المجلس القومي التّأسيسي العام 2011 وفي الإنتخابات التّشريعيّة والرّئاسيّة العام 2014 بإشراف هيئة دستوريّة مستقلّة، وهو مالم يحدث في أيّ من بلدان الرّبيع العربي. ورغم هذه “النجاحات” يصرّ نائب “قومجيّ” بمجلس النوّاب على تشبيه الإنتخابات البلديّة إن أجريت بتلك التي أجريت في ليبيا وأفضت إلى مزيد من الإقتتال. فهل تجوز هذه المقارنة؟ أليس من الإجحاف مقارنة الوضع في تونس بما هو سائد في ليبيا ؟ يخلص النائب بعد مقدّمته إلى القول بتأجيل الإنتخابات البلديّة “خدمة للمسار الديمقراطي” بداعي نسبة الإقبال الضّعيفة على التّسجيل في الإنتخابات البلديّة.
وإذا قبلنا بوجهة نظره وأجّلنا الإنتخابات ما الذي يضمن ارتفاعا هامّا في نسبة التّسجيل؟ علما بأنّ هيئة الإنتخابات لا تمانع من إجرائها في موعدها لأنّ عدد المرسّمين بالسّجلّ الإنتخابي لا يتنافى مع المعايير الدّوليّة ولا يقلّل من شأن إجرائها في موعدها. وإذا بقيت نسبة التسّجيل ضعيفة على هذا النّحو في الإنتخابات التشريعية والرئاسية القادمة فهل يجب علينا تأجيلها؟
حضرة النائب: هل تتالي الزّيارات إلى سفّاح الشّام “يخدم المسار الدّيمقراطي” غير الموجود أصلا في سوريا منذ أن حكم البعث ومنذ أن حوّل آل الأسد سوريا إلى مزرعة خاصّة يتوارثونها ؟حضرة النائب: ليس المناخ العام هو الذي لا يساعد على إجراء الإنتخابات البلديّة، وإنّما “طبائع الإستبداد وصنائعه” لا تستوعب المسألة الديمقراطية أصلا. وليس العيب في المناخ العام وإنّما في الأيديولوجيا العنيفة التي مازالت تحرّضكم على التّغييرات الفوقيّة. فكيف يمكن أن تكون ديمقراطيّا في تونس وداعما للإستبداد والقتل في سوريا؟ وهل يستقيم أن تكون ثوريا في تونس وفي ذات الوقت تعتبر ثورة الشعب العربي السّوري على آل الأسد “مؤامرة”؟ “خلاصة القضيّة توجز في عبارة” : “لبستم قشرة الحضارة والرّوح جاهليّة”. لن تتغيّروا مهما أظهرتم من إشفاق مصطنع على نجاح المسار الدّيمقراطي ومهما تعلّلتم بضعف نسب المسجّلين الجدد للإنتخابات البلديّة لأنّ خياركم في إدارة الشّان العام وفي الحكم مازال كما هو منذ سنوات البطش الأولى… المراهنة على البيان الأوّل.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock