تدوينات تونسية

تونس والتجربة الماليزية… والتركية

إسماعيل بوسروال

تعيش تونس تجربة انتقال ديمقراطي متميزة في العالم العربي، حيث يمارس الشعب التونسي سيادته من خلال الانتخاب الحر لممثليه وحكامه، وهي التجربة الديمقراطية الوحيدة في العالم العربي التي تتوفر على مواصفات الدولة المدنية الحديثة، وان سبقتنا لبنان الى الديمقراطية فإن الطائفية هناك حكمت على لبنان بأن يكون منطقة تقاسم نفوذ بين السعودية (تيار المستقبل) وسوريا (حزب الله والدروز) وفرنسا (الموارنة).

ان تميز التجربة المتفردة لتونس لا نظير لها في العالم العربي بما في ذلك التجربة المغربية المحكومة بإرادة العرش التي ظلت الى الان جيدة ووفية لقيم الديمقراطية.

واذا تأملنا في الفضاء الجغراسياسي الأوسع نلاحظ أن تجارب أخرى ناجحة في الانتقال الديمقراطي وفي بناء الدولة المدنية الحديثة مع الحفاظ على الهوية المحلية وتتم الإحالة إلى بلدين مسلمين هما ماليزيا وتركيا.

ماليزيا :

توحدت ماليزيا سنة 1963 اي انها تكونت في إطار فيدرالي بعد استقلال تونس بـ 7 سنوات ولكنها اليوم بلد متقدم على جميع المستويات من اقتصاد ينمو بـ 10% وناطحات سحاب هي الأعلى في الكرة الارضية وتعليم راق حيث تصنف الجامعات الماليزية ضمن الاجود والأفضل وصناعة تكنولوجية هي الأعلى مبيعات في العالم سنة 2001.

تركيا :

قفزت تركيا من الاقتصاد رقم 126 في العالم إلى الاقتصاد رقم 16 وتخلصت من جميع الديون وحققت الصناعة التركية انتشارا كبيرا في كل المجالات.

تمثل ماليزيا وتركيا النموذجين الأقرب إلى تونس حيث قامت ماليزيا مثلا بصهر المكونات العرقية والدينية في مجتمع متجانس متآلف ضم المكونات الاصلية المالاوية والمكونات الوافدة الصينية والهندية وتعايش السكان المسلمون 65% مع ذوي العقائد الأخرى خاصة البوذية والمسيحية… وانطلق حزب التنمية المتحدة بقيادة مهاتير محمد من العمل القاعدي في البلديات ليكسب ثقة المواطنين.

اما في تركيا التي ظلت ترزح تحت حكم الجنرالات الذين يتم تدريبهم في الولايات المتحدة الأمريكية ويتم ربط الأوفياء منهم بالمخابرات فينفذون الانقلابات حسب رغبات الحلف الاطلسي.

تحولت تركيا إلى بلد يسطر سياسته الداخلية والخارجية وفق مصالح شعبها، حتى أن الغرب قرر ذات 15 جويلية 2016 إعادة تركيا إلى بيت الطاعة مستعمرة كالعادة إلا أن ارادة الشعب التركي كانت اقوى.

تونس :

بإمكان تونس الاستفادة من تجربة ماليزيا الناضجة والناجحة… ومن تجربة تركيا التي تشق طريقها نحو النجاح رغم المؤامرات التي تحاك ضدها.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock