تدوينات تونسية

والي نابل يعمل في الإثارة

شكري الجلاصي
في الغالب ما يسمى “بالحملات” التي يطلقها بين الفينة والأخرى بعض المسؤولين السوبرمان المصاحبة بالكاميرات والإذاعات وإستعمال مفردات التبهبير والتشبريش والتهكّم على الناس حتى وإن كانوا في وضعيات متجاوزة للقانون، هي تركة عقلية نوفمبرية ركيكة لا تدلّ حقيقة أنّ ذلك المسؤول يقوم بدوره المناط بعهدته على أحسن ما يرام وإنّما هي للظهور والتسويق الإعلامي لشخصه لا غير وإظهار الأنا النرجسية المغلفة بموروث الملهم والبطل والمغوار التي تجد صداها في عمق ثقافتنا الشرقية وتدغدغ عواطف السطحيين والتافهين. 
المسؤول الذي يريد مكافحة ظاهرة ما يضع لذلك خطة عمل وإستراتيجية وبيداغوجيا ويضع أهداف مرحلية ويبدأ بالتنفيذ بعيد عن الضوضاء، ثم لمّا ينتهي من المهمة بنجاح طوبى له ليتواصل مع الإعلام والرأي العام لإعلان النتائج.
مثال توة والي نابل لي كل مرة يعمل في الإثارة، يعني اليوم بعد أسابيع من بداية العطلة الصيفية فاق لي فمّا على الشطوط من يكتري للمصطافين البارسولات ؟
لماذا لم يضع خطة قبل أشهر من بداية العطلة الصيفية لمواجهة تلك الظاهرة وإيجاد الحلول الجذرية والدائمة بصفة نهائية، بتخطيط وتنبيه وإعلام مسبق وخاصة وضع مراقبة على عين المكان وذلك بالتنسيق مع البلدية وقوات الأمن ؟
هل فكّر في حلول بديلة للمصطافين ؟
لماذا يترك الفنادق تحتل حافة الشواطئ وتضع مظلات وباراسولات وغيره وتمنع المواطنين النفاذ هناك ؟
ويبقى أهم شيء في كل هذا هو الإحترام لكرامة الناس ولغة التخاطب وبرودة الأعصاب وأن يعلم أيضا كل مسؤول تنفيذي في الدولة أنّ مفتاح السجن ليس في جيبه بل ذلك من إختصاص سلطة أخرى مستقلة عن سلطته إسمها القضاء، وأنّه وأي مواطن متساوون أمام القانون !
https://www.youtube.com/watch?v=H_aWP81VOKA

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock