تدوينات تونسية

نقاط الضوء الثلاث في ليل العرب البهيم

عبد القادر الونيسي

مرت أمة العرب بمحن شديدة في تاريخها وعرف العرب أياما عصيبة حين استباحتهم الأمم من مغول وفرنجة وغيرهم حتى قيض الله رجالا أمثال الملك العادل نور الدين زنكي وبطل معركة “عين جالوت” الملك المظفر سيف الدين قطز ومحرر بيت المقدس صلاح الدين الايوبي. جمعوا أمر الأمة وحدوا صفها وأعادوا لها عزها ومجدها.

محنة العرب الراهنة تعزى بالأساس بعد التخذيل الخارجي إلى خيانات داخلية وحرص متناهي على العرش جعل ملوك الطوائف العصر الحديث يبيعون العرض والأرض والثروة مخافة ضياع السلطان.

رغم ذلك تبقى نقاط ضوء ثلاث ربما تكون الدالة على طريق الخلاص والخروج من العتمة رغم الحرب المستعرة لإطفاء بصيص النور المتبقي في حلكة الظلام الدامس.

1. حدثني صديقي البروفيسور christophe Oberlin المعروف بإسم طبيب غزة عن الحياة هناك عن الخدمات عن التعليم عن الأمن عن الصحة عن نظافة الشوارع عن التضامن بين الناس رغم الحصار وختم قوله عندما انتقل إلى الضفة المقابلة من رفح تشعر كأن مصر هي المحاصرة. غزة التي لم تجد فيها داعش موطأ قدم وصمدت في ثلاثة حروب أمام الكيان الصهيوني الذي هزم جيوش الأنظمة العربية مجتمعة ثلاث مرات.

2. لم أزر قطر قط. أحببت هذا البلد لفضله بعد الله على نجاح ثورتنا من خلال قناة الجزيرة والسند المادي والمعنوي بعد ذلك حتى لا تنهار التجربة الديمقراطية.

قطر اليوم هي أفضل دخل فردي وأفضل نظام تعليمي وصحي وأكبر فائض ميزانية وأكبر إستثمار خارجي في العالم العربي. أصغر بلد عربي حاضر اليوم في خارطة العالم أكثر من أم العرب مصر التي أنهى السيسي ٱخر فصل في القضاء عليها.

3. نقطة الضوء الأخيرة بلدي تونس: شمعة تقاوم الظلام. زهرة تتحدى الخراب. صمد أحرار تونس أمام معاول الردة والفساد. انتصرت على داعش (ذكرت سابقا أن ملحمة بن ڨردان هي بداية نهاية داعش). صمدت أمام إغراءات الإمارات وأعوانها في الداخل. تدافع عن حق العرب في الحرية وتحي أملا لدى الشعوب المقهورة في الثورة والإنعتاق والعزة.

نقاط الضوء الثلاث التي تقض مضاجع الطغاة وأعداء الأمة.

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock