تدوينات تونسية

كي لا تُخدعوا مرة ثانية الثورات هويتها المستقبل لا الماضي

الأمين البوعزيزي
بعيد 14 جانفي وتولي القاضي فرحات الراجحي وزارة الداخلية وما حدث له في مكتبه؛ جمعتني جلسة في أحد مقاهي شارع الشعب يريد إسقاط النظام؛ ضمت صديقين ومرافقا لأحدهما… كان حديثنا حول كيفيات السيطرة على مسلحين يقتحمون إدارة ما أو مكانا يضم مدنيين… تكلم مرافق صديقي بثقة لا تزعزع “نحن قادرون على السيطرة على أي قوة مسلحة دون إراقة قطرة دم”.
ثقته وهدوءه جعلتني أقيسه بالطول والعرض (جسم رياضي عادي يميل إلى النحافة). سألته “ممكن تشرح لنا كيف ومن أنت لو سمحت؟”.
إبتسم وصمت فسارع قريبه بالجواب “حرس رئاسي”. (“تنقْرصْتْ شْويْْ” إذ مازلت ساعتها تحت تأثير دعاية “السرياطي يشن الحرب على الشعب الثائر”). ابتلعت ريقي وسألته “لم تجبني عن سؤالي؟”.
أجاب: الأمر لا يستحق قوة خارقة فقط قدرة على سرعة الحركة والبقية يتكفل بها العلم؛ قنابل صوتية قادرة على “قتل” من في المكان لعشرات الثواني وتتحرك القوات بسرعة الجن لنزع السلاح من المهاجمين قبل استفاقة الجميع”.
طبعا لست مختصا للتعليق لكني أيضا لا أجد سببا للتشكيك في حديثه…
حكيت لكم الحكاية للتساؤل:
يا رسول الله؛ آك العام 1980؛ بورڨيبة لما اشتبك الجيش التونسي مع الثائرين التونسيين المغيرين على مدينة قفصة. أمسك بهم وحقق معهم وأظهرهم في التلفزيون للعالمين وسمعهم يتحدثون ويكشفون عن مشروعهم… وبعد ذلك أعدم من أعدم وسجن وعذب آخرين…
توّة الدواعش خربوا الثورات المواطنية العزلاء وهاهم يُفرمون فرمًا بعد إنتهاء المهمة القذرة… ولا دعشون تم القبض عليه لنعرف الحكاية؛ الله يرحمك يا بورڨيبة كم كنت واضحا!!!
اما اليوم فمدن مدمرة وملايين مهجرة ولم نر إلا فيديوهات هوليودية تذبح العزل أو إرهابيين قتلى؛ المهم حي لا !!!
وتحبونا نصدقوا!!
لن أنسى عام 2013 معز بن غربية في قناة توانسة أزلام وهو يستضيف وزير الداخلية علي العريض تعليقا على حادثة إقتحام السفارة الأمريكية… وكان معز يصرخ مرتعدا “أين السلفيين نريد أن نعرف موقفهم؟؟؟” وفي لحظة كان الربط مباشرة مع أحد وجوه الشيطان ينفث الحقد والوعيد حاملا كفنا بين يديه متوعّدا بالإطاحة بحركة النهضة الكافرة??
—————- حاصيلو داعش هي النظام العربي الذي هتفت ضده الشعوب؛ ارتبك وتساءل ما العمل؟
وجد الجواب سريعا التنكر في الجلابيب واللّحيّ وجنّد الحثالات وهز السلاح للإطاحة بثورات عزلاء طيبة حد ّالسذاجة تصرخ يا الله ما لنا غيرك.. فكان له ذلك لكن إلى حين..
#رُبّ_هزيمة_في_طعم_النصر… كي لا تُخدعوا مرة ثانية كونوا أولا على يقين أن الثورات هويتها المستقبل لا الماضي؛ ساعتها فقط لن يضحك عليكم النظام بلحية في وساخة “الشِّعرة”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock