تدوينات تونسية

بوجناح ليس سوى ميزان حرارة

عايدة بن كريّم
قالوا لم تُحسم بعد مسألة “منع” عرض بو جناح…
بالنسبة لي حُسم الأمر… وعرف كلّ أناس مشربهم.
نعم حُسم الأمر وعرف القاصي والداني وعلى رأسهم المُقيم العام الفرنسي أنّ “الشعب يُريد” أصبحت شعارا لمرحلة تاريخية جديدة بدأت معالمها تتوضّح رغم الضباب الإصطناعي الكثيف والكثبان الرملية المُتوهّمة.
نعم رغم اسقاط قانون تجريم التطبيع ورغم الصمت المخزي لأغلب القوى السياسية إثر استشهاد محمد الزواري واختراق الاستخبارات الاسرائيلية للفضاءات العمومية والخاصة ورغم التعيينات المشبوهة داخل وزارة الثقافة ورغم تعشيش المُطبّعين بين مفاصل مؤسّسات الدولة ورغم هيمنة اللوبي المستهود على أهمّ مواقع القرار. ورغم صولات السفير الفرنسي وجولاته وتحرّكاته المشبوهة… استطاع المدوّنون والمطالبون بالمنع الضغط على الوزارة ممّا جعلها تُعيد النظر في الموضوع وتُراجع القرار رغم إصرار الرصّاع والأرقشين وجوقة الجامعيين والأكادميين المدعومين من طرف اللوبي الصهيوني الفرنسي.
نعم يطير بوجناح وإلاّ يجنّح هذا لم يعد له الكثير من المعنى… ما دامت مسألة صعوده على رُكح قرطاج تحوّل من أمر بديهي وغير قابل للنقاش ومحسوم إلى موضوع سجالي بين مُثقّفين وفنّانين ومُفكّرين ومُدوّنين والنقاش أخذ وُجهة لم يتوقّعها لا وزير الثقافة ولا المسئول على العروض ولا حتى اللوبي المتصهين داخل الوزارة وخارجها…
بوجناح ليس سوى ميزان حرارة أشّر إلى أنّ الشعب بوصلته واضحة وفلسطين في القلب ولا مكان للمتصهينين داخل المشهد الجديد.
بوجناح كان لحظة أخرى في عملية فرز طويلة بدأت ذات 17 ديسمبر ولم تكتمل بعد.
مرّة أخرى تفاؤل الإرادة ينتصر على تشاؤم العقل…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock