تدوينات عربية

خداع الغرب للعرب والكرد

أسامة الحاج حسن

لم يكن الأخوة الأكراد “أو الكورد” أعداء يوماً بل غالبا ما كانوا وكنا هدفاً مشتركاً لمطامع الغرب يرنو إلى جعلهم رأس حربة في تفتيت البلاد والنسيج الاجتماعي.
منشور كتبته قبل 3 سنوات وأعيد التذكير به لأنني على ثقة أنّ الشرفاء من أخوتنا الكورد كثر ولن يرضوا بممارسات العصابة المجرمة التي تمارس سلطة ورقية على”كرتوناتها المزعومة”.

لا يختلف اثنان أن العام 1916 هو عام فاصل في تاريخنا الحديث ذلك أنه مهّد لتقويض الخلافة العثمانية الجامعة لقوميّات المنطقة تحت لواء الإسلام عبر اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة هذه الاتفاقية التي قطّعت أوصال العالم الإسلامي وحركت ما تحت الرماد من نزاعات عرقيّة كانت الدول الكبرى قد عهدت بإشعال فتيلها عبر قنصلياتها ودورها فيما سمي بالمسألة الشرقية كأول درس في كذبة حماية الأقليات.

هذه النعرات القومية والقطرية والطائفية نمت نمو الطحالب في لندن وباريس حتى شرعت تمتد على جدار عالمنا الإسلامي ووصل بها الأمر أن كانت المعول الذي هدم آخر شكل للتعايش الحضاري بين المكونات كافة..

بعد انتصار الحلفاء في الحرب الكونية الأولى تقاسموا تركة الرجل المريض “العثماني” وتفطنوا لطريقة جديدة في إدارة المستعمرات بشكل غير مباشر فأنشؤوا جيوشا عسكرية وسياسية واقتصادية وإعلامية من الطابور الخامس هذه الجيوش أقلية جديدة خلقها المحتل لكنها ستحكم الدول العربية لقرن قادم وإن سميت جيوش وطنية وقومية…

تصدرت الأحزاب القومية واليسارية المشهد لفترات طويلة

لنتذكر جميعاً أنّ عدوّنا مشترك وأنّ عقدة المظلوميّة التي أدلجتها الأحزاب الكردية القومية واليسارية إنّما وضعت لعزل الأخ الكردي عن أخويه العربي والتركي في البيئة التي تعايشوا فيها على مرّ السنين..

ولنتذكر أنّ مثلّث الغدر كان يأتي دوماً من نفس الجهة من الشرق والشمال حيث إيران وروسيا ومن الغرب حيث بريطانيا ثمّ الاتحاد الأوربي ومن الغرب البعيد حيث الولايات المتحدة الأمريكية…

هذا الثالوث كان دوماً ما يعرقل طموحات ومشاريع الكرد والعرب في دول مستقلة حقيقية ينعم فيها الجميع بعيش مشترك..

وقبل مئة عام تقريباً كان هذا الثالوث يرعى تركيا الكماليّة في رسم دويلات عديدة بريشة فرنسية بريطانية هي نفس الريشة التي غدرت بالكرد ولم تعطهم ولو دويلة صغيرة حتّى مع كذبة “ويلسون” بحقّ الشعوب في تقرير مصيرها، تعالوا نتذكّر خداع الغرب للعرب والكرد..

خداع الغرب للعرب :

1917: وعد بلفور البريطاني برعاية ويلسون بمنح وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.

1921: منح الأقاليم السورية الشمالية لتركيا الكمالية بموجب إتفاقية انقرة ثمّ معاهدة لوزان 1923 برعاية بريطانيّة فرنسيّة.

1939: منح لواء الإسكندرون لتركيا الكمالية إبان حكومة “إينونو” كعربون مقدم لقاء وقوف تركيا القومية مع فرنسا في الحرب العالميّة الثانية.

1948: تسليم فلسطين من قبل بريطانيا لعصابات يهوديّة أقامت أحقر كيان في التاريخ أسمته “إسرائيل”.

1956: عدوان ثلاثي مباشر من الغرب وصنيعته في المنطقة على مصر العربية.

1967: مساعدة الغرب لصنيعتهم إسرائيل في هزيمة الجيوش العربية المتهالكة أصلاً.

1980: قيام الغرب بتأجيج الحرب العراقية الإيرانية العبثية ثم ضرب العراق وحصاره وقتل أطفاله 1991.

2003: احتلال العراق مباشرةً من أمريكا وبريطانيا وصديقتهم الحميمة إيران.

2011: إزهار الربيع العربي وسعي أمريكا وروسيا وإيران والغرب لقتله بشتى السبل وإلى يومنا هذا، ناهيك عن الانقلابات العسكريّة التي رعتها المخابرات الغربية من يومها الأوّل منذ انقلاب حسني الزعيم إلى إنقلاب السيسي..

خداع الغرب للكرد :

1919: الرئيس الأمريكي ويلسون يخدع الكرد بكذبته المسماة “حق الشعوب في تقرير المصير” وقد قال ويلسون في هذا الصدد: “علينا أن نترك الأكراد الموجودين خارج ولاية الموصل وشأنهم حفاظاً على المصالح البريطانية في كردستان الجنوبية”..

1923ّ: معاهدة لوزان بريطانيا تنهي نوم الكرد في العسل وتمسح على شعر طفلها المدلّل أتاتورك.

1925: تركيا الكمالية بمساندة بريطانيا تقمع بوحشية ثورة الشيخ سعيد بيران النقشبندي وترتكب مجزرة بحق الكرد والعرب المشاركين في الثورة.

1937: بريطانيا ساندت تركيا في القضاء على ثورة ديرسم بقيادة الشيخ سيد رضا وقال أتاتورك يومها: (بانتصارنا على هذه الثورة نكون دفنا القضية الكردية في قبر عميق وإلى الأبد وصببنا فوقها صبّة متينة من الإسمنت).

1947: أمريكا وإيران وأدتا أوّل دولة كرديّة في التاريخ الحديث لم تدم أكثر من سنة واحدة برئاسة قاضي محمّد “مهاباد”.

1975: ثورة الملّا مصطفى البرازاني في شمال العراق أسهمت أمريكا بإخمادها رغم دعمها لابنه مسعود الآن.

14 شباط 1999: أمريكا تسلّم تركيا الكماليّة عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني بالتواطؤ مع حافظ الأسد.

12 آذار 2004: انتفاضة القامشلي لستّة أيّام تمّ وأدها أيضاً برعاية أمريكية مساندة لبشار.

لكن تذكّروا أنّ أمريكا والغرب لم تحتل العراق إلّا بعد القضاء على جماعة أنصار الإسلام الكردية ايضاً، وقديماً قال شاعر العرب:

ولا تحسب الأكراد أبناء فارس ولكنّهم أبناء عمرو ابن عامر

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock