تدوينات تونسية

عن “كلاب الحراسة الجدد” من المثقفين

كمال الشارني
اخترع الفيلسوف الفرنسي بول نيزان مفهوم “كلاب الحراس” كناية عن مثقفي المنظومة الرسمية، الذين كانوا يختزلون الصورة المثالية للمجتمع كما تريدها السلطة، أي دون أفكار أو مباحث أزمات الفقر، الهوية، السلطة والعنف، الحرب وغيرها من الحماقات البشرية الدائمة. بعد ذلك توسع “مفهوم كلاب الحراسة” في تعريف مثقفي السلطة حتى شمل الصحفيين مثلا، والجامعيين بشكل خاص، وفق كتاب سارج حليمي “كلاب الحراسة الجدد”، لمن لم يقرأ كتاب سارج حليمي، تستطيع أن تتخيل كلب “bulldog” في سلسلة في يد رجال السلطة في مواجهة مواطن أعزل.
وفي الأثناء، اخترع نظام بن علي مفهوم “المثقف، كلب الحراسة الانتهازي”، مادح “سيدي الجنرال” بمقابل وشاتم خصومه مجانا، ذلك الذي يفوز في كل المهرجانات الأدبية بالجائزة الأولى في الشعر ونقد الشعر، والرواية والقصة القصيرة ومتوسطة الطول وكل أشكال القصص والدراسات الأدبية وغير المؤدبة أو المسروقة، والشعر الملحون وحتى الرقص الشعبي، وفي جوائز الهادي العبيدي في الصحافة التي تجعل عظامه تتحرك غضبا في قبره، وبقية الجوائز الأخرى.
ومن علامات كلاب الحراسة الجدد من مثقفي زمن الغلبة، أنها تقتل نفسها ترحيبا بالعدو، وتعوي في حالات الخوف على نفسها، انصتوا إلى العواء، أبحثوا عن مصدره، إنه كثيرا ما يأخذ أشكال نصوص صحفية.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock