تدوينات تونسية

حديث الإفك لوزير “الإبتسامة والسّعادة”

صالح التيزاوي

تساءل وزير الخارجية الإماراتي: لماذا تشغل قطر نفسها بزرع الحزن على وجوه النّاس؟ ولماذا تنشغل بتخريب العالم العربي؟ يُستشفّ من التّساؤل أن الإمارات منشغلة إلى الأذقان بزرع الإبتسامة على وجوه العرب والمسلمين، وأنها تبذل مجهودات جبّارة لتعمير عالمنا العربي، مبتدئة “بتعمير غزة” التي خربها الصّهاينة في حربين متتاليتين وغير متكافئتين، وبحصار ظالم.

أيّها الوزير كيف تتحدّث عن الإبتسامة وأنت عابس الوجه مقطّب الجبين ؟ لا شكّ أنّ البسمة قد فارقت وجهك مع أوّل شهيد سقط في رابعة، ومع أوّل دعاء عليك في رمضان بمناسبة إعلان العار: محاصرة الأشقّاء وقطع الأرحام في شهر الصّيام. يا أيّها الوزير هل بدعم الإنقلاب العسكري في مصر وبتدبير آخر (فشل) في تركيا تزرع الإبتسامة على وجوه النّاس؟ قرأنا في القرآن الكريم أنّ قتل نفس بشرية واحدة يساوي قتل النّاس جميعا. وقرأنا في كتاب الله أنّ الله أعدّ لقاتل النّفس: نار جهنم خالدا فيها، وغضب عليه، ولعنه، وأعدّ له عذابا أليما. كلّ الذين سقطوا في رابعة ومن بعدها على امتداد حكم السيسي، دمهم في رقبة من قتل ومن موّل ومن حرّض ومن نفّذ، وأنت لا بدّ أنّك واحد من هؤلاء، فأنت المأخوذ بدمائهم يوم القيامة. لقد حوّلت سعادة المصريين بثورتهم إلى جبال من الحزن وأنهار من الدّموع، فأنت أمير “الفوضى والأحزان” بلا منازع.

أيّها الوزير “السّعيد بأفعاله”، هل بدعم اليمين المتطرّف في فرنسا تتفنّن في رسم الإبتسامة على وجوه العرب والمسلمين تقول الأخبار بانّ طيران الإمارات يشارك السّيسي المنقلب قصف الشعب الليبي، وتخريب بلاده دعما للمنشق خليفة حقتر (على أمثالها تقع الطّيور). أ بالموت ترسم الإبتسامة على وجوه الليبيين؟ طائراتكم يقال أنّها شاركت الصّهاينة قصف غزّة الشّهيدة. فهل بقتل الفلسطينيين وبالتّحريض على قتلهم وبالتّآمر على قضيتهم ترسم الإبتسامة على وجوههم؟ إن كانت هذه طريقتك في إشاعة السعادة وفي رسم الإبتسامة فباعد الله بيننا وبين “سعادتك”.

أيها الوزير الحريص على رسم البسمة على وجوه البشر هل بحرمان الشعوب العربية من معانقة الحرّيّة وبكسر إرادتها وبالتّحريض على مصادرة حقوقها ترسم البسمة على ملامحها؟ أو لعلّك بسجونك السّرّيّة في اليمن تنشر البسمة على وجوه اليمنيين.

أمّا قمّة: الإفك فادّعاؤك بأنّ الشّقيقة المحاصرة تدعم الإرهاب. جدير بالذّكر انّ الذين نفّذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر جميعهم من السعودية والإمارات (15 سعوديا و2 من الإمارات ومصري واحد)، جميع هؤلاء ليس من بينهم قطريّ واحد. وجميعهم سلفيّون على المذهب الوهّابي ليس من بينهم إخوانيّّ واحد. فمن يدعم الإرهاب يا ترى ؟يقول مساعد وزير الخارجيّة الأمريكية في حديث له مع الإعلامي الكبير أحمد منصور “الفرق بين الدكتاتور ومن يأتي بالإنتخاب، أنّ الرّئيس المنتخب يعرف مدةّ حكمه ومتى سيخرج من الحكم لذلك تراه يتصرّف مع شعبه بكلّ لياقة، أمّا الدكتاتور، فإنّه يتصرّف بعنجهية وغطرسة لإحساسه بأنّه فاقد الشرعيّة”.

بهذه الكلمات لخّص السّياسي الأمريكي أسباب وقوف دبلوماسيّة الحصار في وجه الثّورات العربيّة، واسباب محاربتها للإعلام الحر، وتخريب التّجارب الديمقراطية القليلة والنّادرة في العالم العربي. إنّه الخوف من ارتفاع منسوب الوعي لدى شعوبعم فيصيبهم ما أصاب بن علي ومبارك وصالح والقذافي.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock