تدوينات عربية

قمع حراك الريف قد يفشل

أحمد القاري
جربت السلطات الأمنية في المغرب قمع الحركات الاحتجاجية لسنوات، وفي تقديرها فالقمع كان ينجح دائما.
والدليل انتهاء كل الحركات الاحتجاجية الإقليمية السابقة إلى الخمول والهدوء. وانتهاء حركة 20 فبراير بفضل التفاف السلطات عليها بتعديل الدستور وإقرار إصلاحات مؤقتة في انتظار انتهاء “الربيع العربي” الذي اعتبروه “عابرا”.
وربما تريد السلطة تجربة نفس المنهجية مع حراك الريف. الالتفاف عليه من خلال وعود سخية بالإصلاح والتنمية، وقمع المحتجين والتنكيل بهم ليخاف الناس ويلزموا بيوتهم.
هذه المنهجية قد تنجح كما نجحت سابقا. ولكنها قد تفشل وتفتح الباب على انتشار الاحتجاج وزيادة قوته للأسباب التالية:

الحراك سلمي ولا ينادي بإسقاط النظام وإنما ينادي بإصلاح حقيقي وجذري يخضع فيه الجميع للقانون ويتاح للناس المشاركة في صنع القرار السياسي.
السلطات فقدت السيطرة على الإعلام والقدرة على محاصرة المعلومة.
تشويه حراك الريف وحشد الرأي العام ضده في باقي المغرب فشل بسبب تواصل المجتمع مع بعضه بوسائل التواصل الاجتماعي ووجود الصورة والفيديو مباشرة من مكان الحدث.
مغاربة الخارج متعاطفون مع الحراك، ولو انخرطوا في العمل السياسي بعد امتناعهم عنه طويلا لكانت لهم كلمة مؤثرة.
مقابل القمع ومحاصرة الحريات كانت السلطات تقدم خدمات تعليم وصحة وأمن مقبولة، وهذه خدمات منهارة حاليا.
الشعب أصبح على اطلاع مفصل بالتجارب الديمقراطية في العالم ولا يمكن أن يقبل البقاء في حالة استثناء من ممارسة إرادته ومحاسبة حاكميه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock