تدوينات تونسية

غزة والإرهاب والجماعات التكفيريّة

زهير إسماعيل
استُخدم الإرهاب والجماعات التكفيرية :
1. لإثارة غبار حول الثورة، وهي تخطو خطواتها الأولى بغاية التشكيك في حقيقة مطلبها في الحريّة والكرامة.
2. لوأد مشروع التأسيس والانقلاب على مسار بناء الديمقراطيّة وإعادة إنتاج القديم في أردأ نسخه (تونس نموذجا).
3. للتغطية على دعم نظام الاستبداد العربي: في مصر باسم خطر أخونة الدولة والسيطرة على مفاصل الدولة، وفِي سوريا باسم الممانعة وحماية ظهر المقاومة.
4. لشرعنة التدخّل العسكري المتعدّد، لتصبح سوريا محتلة (صهيونيا، روسيا، إيرانيّا) ومطيّفة (داعش، وقوات سليماني وميليشيات حزب الله والحشد الشعبي…).
5. لاستكمال الوفاق الإيراني – الأمريكي في العراق منذ 2003. والالتقاء عسكريا على محاربة داعش في الموصل للظفر (ظفر كل الذين ولغوا في الدم العراقي) بشهادة حسن السيرة (=محاربة الإرهاب) وغسل اليدين من جريمة ذبح شعب وتهشيم دولة وطمس ثقافة.
6. لتطييف جانب من المجال العربي (العراق، سوريا، اليمن)، وتغيير الحواضر الكبرى التاريخيّة ديمغرافيا (حمص، حماه، حلب) حتى لا يكون الحلّ إلا طائفيا.
7. لشطب كل قوة داعمة للمقاومة والثورة وعلى رأسها قطر وتركيا (محاولة الانقلاب في تركيا، ومشروع محو قطر).
8. لإضافة عامل ثالث هو الإرهاب إلى جانب الانقلاب (نظام الاستبداد) والاغتصاب (الكيان الصهيوني)، وهي العوامل الأساسية التي تمنع المجال العربي من أن يبني كيانه السياسي على غرار المجالين الجارين التركي والإيراني.
استخدام الإرهاب والجماعات التكفيريّة من غزّة سيكشف الحقيقة عارية، وسيطرح الأسئلة الحاسمة:
 من التقوا على محاربة الإرهاب في الموصل هل سيختلفون عليه في غزّة؟ وهل سيغيّر العدوان المنتظر على غزة والمدعوم أمريكيا من سياسة التوافق في العراق وجواره ؟
 من سيلتزم بالإجابة التي ستقدّمها غزة عن حقيقة الإرهاب وحقيقة المقاومة. وبراءتها من الدم العربي ؟ والبراءة من الدمّ معنى آخر ينضاف إلى معنى العضويّة، بل لعله ميزتها الأبرز.
 هل ستراجع إيران خطأها الاستراتيجي: فتنزع يدها من يد نظام الاستبداد العربي وتقف إلى جانب الثورة والحريّة وتحترم المجال العربي وحدة سياسية وثقافية تُثري اللقاء التركي العربي الإيراني المتوازن خدمة للأمّة؟ وهل ستقلع عن اعتبار المجال العربي منطقة لتوسيع النفوذ السياسي وسياقا للانتشار المذهبي؟ وهل ستسلّم بأنّها عنصر إثراء للأمّة ولا يمكن أن تكون بديلا عنها؟ متى تقتنع بأنّ المقاومة لا تكون إلا عضويّة عزيزة سيدة في شروطها الشعبية، وأنّها تفقد شرفها إذا انشَدّت إلى استراتيجيات الهيمنة وصراع المصالح وإن كانت بمرجعيّة “ولاية الفقيه”؟
 ما الموقف من مخطط الصهاينة العرب بقيادة السعوديّة والإمارات في حربهم على المقاومة والثورة وانخراطهم المعلن في الاستراتيجيات الصهيونيّة الأمريكيّة؟ (أثر ذلك سياسيّا وديبلوماسيا وانعكاسه على المؤسسات الحاضنة كالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي…الخ).
 ما موقف الجهات السياسيّة والإيديولوجية جميعا من هذا التصهين العربي المعربد؟ هل سيقاطع هؤلاء المجرمون ويتم طردهم من المؤسسات المذكورة وإن كانت قلاعا فارغة؟ ومن سيقوم بهذه المهمة؟ أم أنّ الأمر سيتواصل وكأنّ شيئا لم يكن.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock