تدوينات تونسية

مُضحكات مُبكيات… في موقف التحالف الجديد ومن سار في ركبه من قطر !!!

عبد الحفيظ خميري
قالت الزوجة لزوجها وهما في المطعم مع ابنتهم: إنّ ذلك الرجل يتحرّش بي فالتفت الزوج لذلك “الشبيح أو البلطجي” فخاف من عضلاته القوية وسهام عيونه التي تريد أن تبتلع كل شيء الزوج وزوجته وطفلتهم الصغيرة… ولكي يعبر الزوج عن قوته وشهامته قام يضرب ابنته الصغيرة ويمنعها من الطعام قائلا: أنت سبب المشاكل لأنك تنظرين لـ “للشبيح والبلطجي”…
فجأة أصبحوا أقوياء ويدا واحدة واستعرضوا قوتهم على قطر.. فهذه السعودية التي ظنت بها الشعوب العربية والإسلامية خيرا حين شكلت التحالف العربي في وجه الغطرسة الإيرانية لم تفعل شيئا.. فمنذ عاصفة الحزم لم تحسم أمرها مع قلة من الحوثيين ومن يقف معهم… الإمارات باعت جزرها لإيران وسكتت عنها.. والبحرين غارقة في أمورها الداخلية… ومصر السيسي باعت جزرها للسعودية وستبيع سيناء لإسرائيل قريبا… هؤلاء كلهم بكل مشاكلهم وأوضاعهم الداخلية المعقدة لم يتحدوا على روسيا وعلى أمريكا ولا على إيران ولا على عدو الأمة إسرائيل بل اتحدوا على قطر كي تتخلى عن حماس والأخوان وتدخل بيت الطاعة السعودي ولو على حساب الكرامة والسيادة الوطنية… وإذ تقف الشعوب اليوم مع قطر فلأن قطر بعيون الجزيرة جعلت المواطن العربي يكتشف قوته وقدراته ويستعيد ثقته بنفسه ويستعيد بعد نصف قرن من الظلم والفقر والقهر يقينه بأنه سيد نفسه لو توفّرت الشجاعة والكرامة فهو باستطاعته أن يغير من واقعه ويصنع ثورة ويسترد ثرواته ويتصدى لهيمنة الغرب على مصادر الطاقّة في بلاده..
إن “الجزيرة” أكبر إبداع وإنجاز عربي عرّت الأنظمة وساعدت الشعوب العربية على صنع ثورات مثلت منعرجا في تاريخ الأمة العربية، ولئن تعثرت هذه الثورات أو سُرقت أو ما زالت تبحث عن طريقها فإنها شكلت حدث القرن 21 وحملت رسالة للحكام مفادها: إن الشعوب اليوم أو غدا قادرة على اقتلاع عروش الطغاة مهما استأسدوا على شعوبهم بقوة الحديد والنار… وهؤلاء الحكام ليس أمامهم من خيار فالبحر وراءهم والعدو أمامهم فليس لهم من مخرج إلا مصالحة شعوبهم وإلا فهذه روسيا وأمريكا وإيران وإسرائيل لن يكتفوا بتمزيق الجسد العربي بل سيسلخون جلده عن عظمه… والشعوب العربية تكره الاحتلال من جديد وإن سكتت اليوم فلن تسكت غدا فآن الأوان لكل حاكم في قلبه مثقال ذرة من كرامة أن يعود لشعبه ويتصالح مع موطانيه ويتحدّ مع من يكونون سندا له ولبلاده في زمن الشدائد…

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock