تدوينات تونسية

ترامب يغنم من السعودية ثم يسيئ إليها

صالح التيزاوي

من أكثر التصريحات إساءة للسعودية ما تحدث به ترامب مع أركان حكمه حيث قال إنه عاد من السعودية بفرص عمل لشعبه بفضل ما غنمته خزينة الدولة من صفقة الأسلحة المبرمة مع آل سعود وما غنمته ابنته من تبرعات.

بعد هذه التصريحات ألا يحق للمواطن السعودي أن يتساءل ماذا غنمت بلاده من زيارة ترامب؟ “غنمت” السعودية:

1. قطع روابط الدين والأرحام والجوار مع الأشقاء في شهر الصيام وبتوقيع من “خادم الحرمين الشريفين” نفسه.

2. الإفتراء على الأشقاء من خلال اتهامهم بالإرهاب لأنهم “آووا ونصروا” من اغتصب الصهاينة أرضهم وشردوهم كما لم يشرد شعب في التاريخ مثلهم مع أن مغتصب الارض يحظى بدعم لا حد له من الحكومات الأمريكية المتعاقبة أفلا يحق للقطريين إيواء ونصرة قلة من إخوانهم الذين شردهم الإحتلال؟ وآخرين مطلوبين للموت من سفاح منقلب وقضاء فاسد يستعجل قطع الرؤوس أكثر من استعجاله العدل والحق ألا تفعل الدول الغربية هذا مع طالبي اللجوء السياسي إلى أراضيها ؟ ما العيب في أن تفعله قطر ؟ أليس هذا من المفروض هو واجب “خدام بيت الله الحرام” ؟ هل أصبحوا لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تتنزل على عباده؟ أم أن رحمتهم لا تتسع إلا لحفتر والسيسي ودحلان، ستثبت الأيام أنٌهم أكثر أهل الأرض تآمرا على أمن العرب واستقرارهم، وعندها لن ينفع النٌدم.

3. ضاعت على الشعب السعودي فرص عمل ذهبت في شراء أسلحة سيأكلها الصدأ كما أكل مثيلاتها من قبل في المملكة لأنها لن تستعمل في دحر عدو أو استرجاع أرض أو الدفاع عن عرض، وإذا قدر لها أن تستعمل ففي قتل من يفتح فمه مطالبا بحق من حقوقه كما فعل سفاح الشام مع شعبه فتح عليه أبواب جهنم تقتيلا وتشريدا لأنه طالب بحقوق طبيعية صادرها “الوالد والولد”.

4. مزيد من التضييق على الحريات وصل إلى حد إغلاق قناة الجزيرة: صوت من لا صوت له ومنبر الرأي والرأي المخالف حتى لا يسمع الشعب السعودي إلا من إعلام مؤمٌم ومكمٌم ثم يخرج إلى صلاة التراويح يدعو لولي الأمر بطول العمر.

هذا هو الفرق بين زعيم وآخر : زعيم لا يفكر إلا في مصالح شعبه وآخر لا يفكر إلا في الكرسي الذي يجلس عليه ومن أجل بقائه على الكرسي يبيع البلاد بما فيها ومن فيها؟ بمثل تلك السياسات الرعناء خرجنا من التاريخ وبمثلها ستزول أنظمة ودول من الجغرافيا ربما هي مقدمات ضرورية لاستكمال شروط معركة الحرية والتحرير.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock