تدوينات عربية

جغرافيا العرب المنسية (الأحواز العربية المحتلة)

سامي طلحة أمين

تقع الأحواز العربية على إمتداد الضفة الشرقية من الخليج العربي، بدءً من شط العرب شمالاً، و حتى مضيق باب السلام (مضيق هرمز) جنوباً. ومن الجهتين الشمالية والشرقية تحدها سلسة جبال زاجروس التي تعتبر حاجزاً طبيعياً، وفاصلاً جغرافياً بين الأحواز وبلاد فارس؛ حيث تجعل منهما منطقتين مختلفتين تماماً. ومن جهة الغرب يحدها العراق، ومن الجنوب الغربي الخليج العربي والجزيرة العربية.

وتُعتبر الأحواز أرضاً وشعباً إمتداداً طبيعياً للوطن العربي من حيث البيئة والسكان والتضاريس الخ. وتبلغ مساحة الأحواز 375 الف كم² تقريبا في حدها الأدنى، وتضم ست إمارات عربية. وهي القواسم، المرازيق، المنصور، آل علي، العبادلة، المحمرة. ومن أهم المدن الأحوازية هي: الأحواز العاصمة، المحمرة، عبادان، معشور، أبو شهر، جمبرون (ميناء بندر عباس)، الفلاحية، تستر، السوس، الحميدية، الخفاجية، الحويزة، البستين، التلال السبع، أيذج، العميدية، معشور، مسجد سليمان، الصالحية، القنيطرة، جزيرة الصلبوخ، وأبو هاني (بهبهان).

أحتلت إيران تلك الإمارات العربية تدريجياً، وآخرها إمارة المحمرة في سنة 1925؛ حيث أعتقلت أميرها الشيخ خزعل الكعبي بخدعة بالإتفاق مع بريطانيا، عندما تم إستدراجه لإجتماع على سفينة في شط العرب بعيدا عن الإمارة وقوته وحراسه، ومن ثم إغتالته في السجن عام 1936.

الثروات البترولية في الأحواز

أكتشاف البترول في الأحواز كان عام 1908 وكان من أهم أسباب تسريع عملية السيطرة الكاملة لإيران على آخر إمارات الأحواز وهي المحمرة وبضوء أخضر من بريطانيا وحرصا من بريطانيا على ألا تنضم إيران إلى تحالف مع روسيا فكانت عملية الإستيلاء على آخر إمارات الأحواز وإعتقال أميرها بعد ذلك الشيخ خزعل الكعبي عام 1925 كمكافأة لإيران، كما أن بريطانيا في هذه الفترة كانت مهتمة بتفتيت الوطن العربي وتقسيمه وطرد القوات العثمانية من الدول العربية وتقسيم المناطق تحت سلطة الخلافة العثمانية.
والنفط في الأحواز العربية يمثّل تقريبا 90% من إجمالي إنتاج إيران من النفط، كما يُمثّل الغاز المستخرَج من الأراضي الأحوازية نسبة (90%) من مجمل الغاز الإيرانيّ.، مع العلم أن العرب الأحوازيين من أفقر البشر في إيران، وبلادهم لا تلقى أي إهتمام من الحكومة الإيرانية إلا فقط بالقدر الذي يجعلهم في حالة خضوع تام لسلطة إيران والحصول على ثروات بلادهم، وتضعهم دائما في دائرة من الفقر والإهمال المتعمد.

مشكلة المياه في الأحواز

ولدى الأحواز أراضي خصبة صالحة للزراعة بفضل أنهارها الكبيرة وأهمها نهر الكارون وهي تمثل نسبة كبيرة من الموارد المائية لإيران، وتقوم إيران حاليا بعمليات تجفيف وتحويل لتلك الأنهار إلى مناطق فارسية بغية حرمان أهل الأحواز من تلك الأنهار.

الفقر والتلوث والسلوك الإستغلالي للحكومة الإيرانية تجاه شعب الأحواز:

يعيش الكثير من أبناء الشعب الأحوازي تحت خطر الفقر وفي بيئة ملوثة وتتعمد الحكومة عدم الإهتمام بهم رغم موارد أرضهم الغنية بالنفط والغاز والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة إذا توفرت مياه الأنهار التي يتم تحويلها إلى المناطق الفارسية.

تضييقها وممارستها تجاه الشعب العربي الأحوازي 

وتمارس إيران الكثير من الإجراءات، تهدف إلى التضييق الاقتصادي على المواطنين الأحوازيين من أجل إجبارهم على الهجرة القسرية من مدنهم وقراهم، متشابهة في ذلك مع كثير من أساليب الإحتلال الصهيوني في فلسطين، فقد بدأ الإحتلالين تقريبا في نفس الوقت ولكن غفل العرب عن ذلك الإحتلال الفارسي للأحواز.
وتمارس السلطات الإيرانية عمليات الإستيطان في الأحواز العربية ببناء كثير من المستوطنات لمواطنين فرس تجلبهم من خارج الأحواز بهدف تغيير التركيبة السكانية مع إذابة السكان العرب الأصليين بتهجيرهم بحثا عن حياة أفضل ومياه وعمل في أماكن أخرى في إيران، وتمنع الشعب الأحوازي من إستخدام اللغة العربية، وتحارب استخدام الأسماء العربية والثقافة العربية عموما في الأحواز بهدف جعلهم ينسوا أصولهم العربية ويذوبوا في المجتمع الإيراني وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير على مدى فترة طويلة، رغم أنه هناك الكثير من حركات المقاومة ضد إيران، والكثير من أبناء الشعب الأحوازي المتيقظين للأهداف الفارسية والمنتبهين لتاريخهم العربي والإسلامي.

ثورة المحمرة كمثال على ثورات الأحوازيين

بدأت الثورات العربية في الأحواز بعد أقل من ستة أشهر من دخول القوات الفارسية إلى الأحواز وكانت تخمد ثم بعد سنوات تعود من جديد وقد وقعت ثورة المحمرة أو مجزرة المحمرة في يوم الأربعاء 30 مايو 1979 واستمرت ثلاثة أيام في المحمرة وعبادان، وسمى هذا اليوم بإسم الأربعاء الأسود، وبدأت بإحضار المحافظ أحمد مدني لقوات إيرانية مسلحة أقتحمت المراكز العربية للشعب الأحوازي كما استعان بميليشيات أو عصابات فارسية، وقتل في هذه المجزرة من المحتجين أكثر من 300 شخص ومئات الجرحي والمفقودين والإعتقالات التي طالت المئات، والإعدامات الفورية رميا بالرصاص، مع المحاكمات السرية والأحكام الشكلية العاجلة.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock