تدوينات تونسية

ما بين فيصل والجبير.. الدّور آت على السّعوديّة لا قدر الله !

عبد الحفيظ خميري

وفلسطين ما تزال تسأل عن الملك فيصل بن عبد العزيز ونخوته يوم شهر سلاح النفط في وجه أعداء الأمّة وردّا لاعتداء الصهاينة وحلفائهم وذوْدا عن فلسطين قضية الأمّة المركزية يأتي الجبير وزير الخارجية السعودي اليوم بعد أن دفعت دولته 460 مليار دولار لدونالد ترامب في القمّة الخليجيّة الأخيرة… يأتي عادل الجبير ليقول لقطر: توقفي عن مساندتك لحماس والأخوان المسلمين لكي نرفع عنك الحصار ونعيد العلاقات الدبلوماسية معك…

وكأنّ التّاريخ يعيد نفسه فنجد أنّه كما غُرر ذات يوم بصدام حسين لغزو الكويت وسقط في الفخ الأمريكي فاليوم يُزينون للسعودية حصار قطر برا وجوا وبحرا ويُغرّرون بها لقلب النّظام فيها… وهذا النظام المصري العميل بقيادة السيسي والإمارات يدفعونها لغزو قطر لكي تدور عليها الدوائر، ويصيبها ما أصاب العراق من تقسيم وحروب أهلية وتهجير وخراب على جميع الأصعدة… فأرجو أن يعود حكّام السعودية لرشدهم فعلى الباغي تدور الدّوائر والمخطّط له بعيدا هو ضرب وحدة السعودية برقعتها الجغرافية الكبيرة كما ضُرب العراق وضُربت سوريا وليبيا واليمن… ويومها سنتحدّث عن تقسيم المقسّم وتفتيت المفتّت وتجزئة المجزّأ في الشّرق الأوسط، وسنرى خرائط جديدة ترسمها القوى الاستعماريّة الجديدة التي عادت لتغزو الجسد العربي والإسلامي من جديد بحجّة الإرهاب وهم أول من صنعوه ومارسوه وموّلوه…

نعم سنتحدث عن ملوك طوائف جدد في القرن 21 كما انعكست ملامح ذلك في العراق وها هي تتشكّل في سوريا واليمن وليبيا.. فليتّعظ العقلاء في السّعوديّة حتّى لا يعيد التاريخ نفسه، ويكفّوا عن الاستماع للمرجفين في المدينة من عملاء وسماسرة وظّفتهم المخابرات العالمية ومافيات الشركات الكبرى لخراب الأوطان العربيّة وتدميرها وامتصاص خيراتها…

وقد رأينا بعض الأقزام من دويلات عربية تتبع السعوديّة في قطع علاقاتهم مع دولة قطر.. فنحن نقول لهم : إنّ قطر ستظلّ قوية وحية متدفقة في الوجدان العربيّ لأنّها رفعت رأس الأمّة وصوتها بقناة الجزيرة.. الجزيرة جعلتنا نعيش أجمل أيّامنا كعرب حين غطّت ثورات الرّبيع العربيّ، وجعلت الأمّة العربيّة تستيقظ على سقوط المستبدين والعملاء والمستعبدين لشعوبهم واحدا بعد الآخر في انتظار البقيّة منهم ممّن أجمعوا على حصار قطر ولم يجتمعوا على مقاطعة إسرائيل…

إنّ قطر الّتي وقفت مع غزّة ولبنان في كلّ عدوان صهيونيّ عليهما، ووقفت مع شعوب دول الربيع العربيّ فما تخلت عن مساندتها ولا خانت عهدها ولا توقفّت عن مساندتها رغم ما سبّبه ذلك من مشاكل مع دول عربيّة، ستظلّ نابضة في وجدان كلّ حرّ وكريم…

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock